٠٧ مارس ٢٠٠٧

ســامية

 For us, there is only the trying. The rest is not our business. 
T.S. Eliot, Four Quartets, East Coker.


محاولات سامية
في مدونة «سامية» تنوعٌ قلما أجد نظيراً له في المدونات الأخرى: نصوص أدبية، ومقالات لبعض كبار الكتاب، تنشرها في الغالب بإذن منهم، وتدوينات سياسية وأخرى عن مبدعين في الموسيقى («حازم شاهين» وفرقة «اسكندريللا») والفنون التشكيلية («حامد العويضي» و«سمير فؤاد»)، والمسرح («خلود ناصر» و«أكرم خان»)، وأخبار عن نشاطات المبدعين من الأهل والأصدقاء، وتَواصُل مع جمهور الحفلات الموسيقية والأمسيات الشعرية التي تشارك فيها.

لا غرابة، مع كل هذا التنوع، أن تجتذب «محاولات سامية» جمهوراً واسعاً من المدونين وقراء المدونات، وتنال شهرةً يُسهم في صنعها أيضا التجاوب الذي تلقاه من جمهورٍ متزايد يشاهدها ويُعجب بما تقدمه في الأمسيات الشعرية والموسيقية، إضافة بالطبع إلى اسم «جاهين».

كانت مدونة «سامية» هي الباب الذي دخلتُ منه إلى فضاء التدوين، معلقاً في البداية على تدوينة لها، ثم مشاركاً، مرة أو مرتين، في سجالٍ صاخب دار على صفحات المدونة. وكانت هذه المشاركة هي التي أقنعتني بأن بعضاً من أصحاب الأصوات الأكثر جلبةً وضجيجاً في عالم المدونات يعيش حالة انفصام عن الواقع. واستقر في يقيني عندئذ أن تلك الأصوات لا تعدو أن تكون عَرَضاً من أعراض الأزمة التي نعيشها، عَرَضَاً للحيرة والإحباط، وليست بشيراً بالأمل في قهر العجز و الخروج من النفق المظلم. ومن هنا كان قراري بالمشاركة في التدوين.

مدونة «سامية»، في اعتقادي، هي محاولة لقهر العجز، للتمرد على الإحباط والحيرة: همزةُ وصلٍ تربطنا بكل ما هو مضيء في تاريخنا. ضوءٌ قويٌ مُسلط على المواهب الواعدة. يدٌ تشير بقوة إلى القوى الحية التي تنهض وتقاوم رافضة الاستسلام، تشيرُ إلى الجديد الذي يتخلّق في رحم الواقع و تعجز عن رؤيته العيون الكليلة التي أدمنت اجترار الهزيمة وجلد الذات.

لا أخفي عليكم أنني أفرح مع كل نص أدبي جديد لـ«سامية» إذ أتابع لغتها وهي تكتسب على مر الأيام كثافةً شعرية، ومذاقاً خاصاً تنفرد به، وقواما متماسكا مُحكم البناء، وهي التي بدأت الكتابة بالعربية، كما أعلم، منذ زمن قصير جدا. هذا، في نظري، جانب مهم من جوانب ’قهر العجز‘: أن يسعى كلٌ منّا إلى الارتقاء بقدراته، إلى تحصيل مزيد من المعرفة والتجويد في عمله. الاستمرار في الإبداع، في ظروفنا، دليلُ مقاومةٍ ورفض للتدهور. كان هذا ما دفعني للكتابة عن «هبة» و«إيمان ثابت» و«زنجي» و«السهروردي» و«رحاب بسام»، وهو ما يدفعني اليوم للكتابة عن «سامية».

سأكتفي في هذا المقال بالوقوف أمام نص أدبي واحد لـ«سامية» هو قصتها القصيرة ”قزاز لكن زي المراية“، ثم أتحدث بإيجاز عن اللغة في نصوصها الأدبية، و اختم في النهاية بانطباعاتي عن شخصية «سامية»، الوحيدة، التي أعرفها عن قرب، من بين كل المدونين الذين أنوي الكتابة عنهم ضمن هذه السلسلة من المقالات.
*****
تتحرك محاولات «سامية» في الكتابة الأدبية بين نوعين من النصوص: نصوص تعتمد على الإيهام بمحاكاة ’الواقع‘ فتسرد أحداثا حقيقية أو متخيلة على نحو ما نعيشها في حياتنا اليومية، ونصوص سردية أخرى يمكن تسميتها ب’المجازية‘ (allegorical) تبتعد عن الإيهام بالمحاكاة وتدور أحداثها في إطار مفارق ’للواقع‘ المألوف. ينتمي إلى النوع الأول نصوص مثل ”بنات زينب“ و”العودة“ و”وداد“ و”طنط لبيبة الحبيبة“ و”عنوان مش فاكراه دلوقتي“، بينما ينتمي للنوع الثاني ”الكاتب والمكتوب“ و”صليب كل يوم“ و”إلى أسفل“ و”قزاز لكن زي المراية“.

هل اعتراكم مثلي، حين قرأتم ”قزاز لكن زي المراية“، شعورٌ ممضٌ بالأسى وهي تصف لنا العجز الذي ألِفه البعض منا واستنام إليه؟

يستهلُ السردَ في هذه القصة صوتٌ يستخدم ضمير المتكلمين:
.. في كل صباح ننهض من فراشنا، نخلع عن أجسادنا الكوابيس ونكسوها بأقطان وحرائر ناعمة ونبدأ معا- كل على حدة- رحلة فقدان الذات اليومية. لا صعوبة فيها.. فكل الطرق ممهدة وجميعها تؤدي إلى روما.. إلى النادي.. أو المقهى الأمريكي.. أو الفيلم الأمريكي.. أو الحلم الأمريكي.
يقول لنا الصوت أن ثمة حاجزاً زجاجياً هائلاً يفصل هذا الجمع، الذي ينتمي إليه هذا الصوت و يتحدث بلسانه، عن إمرأة تبدو لهم، فجأة، من بعيد ملوّحة بأيديها في الهواء كالغرقى:
كالسيوف قطعت يداها حديثنا البهيج.
كنا نمرح ونلهو ونتبادل نكات حفظناها وتناسيناها حفاظا على أمزجتنا من كدر الحياة.
كنا نسير متشابكي الأيدي متناسقي الألوان، لا تبدو علينا غربة ولا أحزان..
لكن هذا الصوت الذي يتحدث بضمير المتكلمين لا يلبث أن يختفي. يأتينا بدلاً منه صوت آخر يشير إلى هذا الجمع المرح السعيد بضمير الغائبين (تستخدم «سامية» الحروف المائلة كي تلفت أنظارنا إلى تغير الصوت وانفصاله عن الجمع):
كيف جرؤت تلك الحمقاء أن تلوّح بأيديها هكذا قاطعة خيوط أفكارهم؟ كيف اعتقدت أنهم سيستجيبون؟ ألم تكن تعلم أن الأشياء تبدو أقرب حين نراها من خلف الزجاج؟ ألم تدرك بفراستها وذكائها ومحاولاتها عبر السنين أن نداءها غير مسموع وأنه لم تعد هناك أرواح في أجسادهم الناعمة لتستجيب؟
هل رأيتم كيف استخدمت «سامية» هذا الصوت – صوت ’الشاهد‘ أو ’المعلق‘ الخارجي إذا جاز التعبير، المتميز عن الجمع وعن المرأة المستغيثة (يصفها ب ”الحمقاء“) - كي توحي إلينا بأن هذا ’الشاهد‘ قد فقد كل أمل في هؤلاء، وأنه يلوم المرأة على استمرارها في محاولاتها غير المجدية للاستغاثة بهم؟

يعود الصوت الأول (الذي يستخدم ضمير المتكلمين) ليقول:
مررنا من أمام السور الزجاجي ولوحنا بأيدينا مبتسمين. حاولنا! حقا حاولنا. لكنها لم تضحك على نكاتنا ولم تسمع أغانينا. تسمرت في مكانها وبدأت عيناها في التحول إلى كرات زجاجية. ومن عينيها إلى وجهها ثم عنقها ثم صدرها، في ثوانٍ أصبح جسدها كله تمثالا من الزجاج الشفاف، امتزج بالحاجز الزجاجي الذي يعزلنا عنها، فلم نعد نراها.
تنفسنا الصعداء وذهبنا آمنين مبتهجين.. لا تبدو علينا غربة ولا أحزان.
تنتهي القصة وتبدأ الأسئلة: أي عالم هذا الذي تُحدّثنا عنه؟ تتحدث عن سور زجاجي هائل، لكنه- كما ينبهنا العنوان- ”قزاز لكن زي المراية“، زجاج يعزلنا عما وراءه ويؤدي، في الوقت نفسه، وظيفة المرآة: نرى فيها صورتنا الخارجية، نُعجب بهذه الصورة تارة، نُفْتتنُ بها تارة أخرى، نرضى بها على مضض أحيانا، لا نصدّقها في بعض الأحيان، ننفر منها في أحيان أخرى، ننشغل بها كثيرا وربما طيلة الوقت، لكن المرآة تحجب عنا دائماً ما وراءها.

خطر لي، وأنا أقرأ هذه القصة، ما قاله الكاتب المسرحي البريطاني الكبير «هارولد بنتر» في حفل تسلمه لجائزة «نوبل»: ”حين ننظر في مرآة نظن أن الصورة التي تواجهنا دقيقة. ولكنك لو تحركت ميلليمتراً واحدا لتغيرت الصورة. تطالعنا المرآةُ الآن، في واقع الأمر، بصفٍ لا نهائي من الانعكاسات. لكن من واجب الكاتب، أحيانا، أن يحطم المرآة- ذلك أن الحقيقة تطالعنا محدِّقة في وجوهنا على الجانب الآخر للمرآة“.

هل هذا الحاجز الزجاجي هو شاشة التليفزيون التي تنقل إلينا ما نتوهمهُ صورةً حقيقية للواقع في العالم، بينما هي تعزلنا- في حقيقة الأمر- عن هذا الواقع، تلهينا عنه وتحوّلنا إلى مجرد متفرجين؟ هل هو حاجز نقيمه نحن داخل أنفسنا ونحرص أن يكون زجاجيا شفافا لأننا ممزقون بين رغبتنا في معرفة العالم ورغبتنا في الاحتماء منه للنجاة بأنفسنا؟ هل هو حاجز تقيمه السلطات المتحكمة فينا وتريده شفافاً حتى لا نفطن إلى وجوده؟..

هذه المرأة التي تلوّح طالبة النجدة، من وراء هذا السور الزجاجي العازل، هل هي العالم علي اتساعه بكل ما يجرى فيه من أحداث، بكل ما يشهده من كوارث لم نعد نكترث لها وبكل ما يحققه من تقدم لم نعد نشارك فيه؟ هل هي بلادنا التي لم نعد نأبه لما يحدث لها حتى أصبح الاهتمام ب’الشأن العام‘ سبةً ودليلَ تخلفٍ وعبثية في نظر البعض؟ هل هي ’الآخر‘ الذي نقيم المسافات بيننا وبينه، لا نكلّف أنفسنا مشقة فهمه، وننظر إليه في كثير من الأحيان كمجرد أداة لتحقيق أغراضنا ”والشاطر هو اللي يقدر يلوي دراع التانى ويجيب دماغه الأرض“؟ هل هي جماهيرنا المسحوقة، المُذَلة والمُهانة، المكتوية بنار الفقر والبطالة والقمع والإهمال والمرض؟ أم تراها نفوسنا التي لم نعد نجرؤ على النظر بداخلها وتركناها كالجثث الطافية على صفحة الماء، تحركها التيارات والرياح كيف شاءت؟

مر، هؤلاء السعداء بأنفسهم، من أمام السور الزجاجي ولوحوا بأيديهم للمرأة المستغيثة مبتسمين! لا يلبث جسد المرأة أن يتحول إلى تمثال من الزجاج يمتزج بالحاجز الشفاف، فيعجز الجمع اللاهي عن رؤيتها. هل يريد النص أن يقول لنا: من تجاهل العالم تجاهله العالم؟ من هانت عليه نفسه، فكف عن المشاركة في صنع الواقع وتغييره، هان على الناس؟... اختفت المرأة عن أنظارهم. أحست بعجزهم عن التواصل معها، فتنفسوا الصعداء، وكأنما إنزاح كابوس وجودها عن صدورهم، وذهبوا آمنين مبتهجين... لا تبدو عليهم غربة ولا أحزان!

هذه القصة الجميلة، على قصرها، ’نص مفتوح‘ يحتمل تأويلات وقراءات شتى..
ما أعنيه هنا بالنص المفتوح (open text) هو النص الذي ينطوي على مستويات مختلفة للمعنى، النص الذي يفتح الباب أمام تفسيرات متعددة ولا يسعى إلى حمل القارئ على التوقف عند تفسير واحد بعينه. نحن هنا بإزاء نص يشكِّل المجاز لحمته وسداه، يحدثنا بلغةِ تومئ أكثر مما تُفصح وتُخفي أكثر مما تُبدي. تقول «سامية» في ردها على أحد المعلقين (على قصتها ”إلى أسفل“): ”بحاول أرسم مشهد أو كابوس بنعيشه كل يوم.. وبنتعامل معاه كإنه مش موجود“. من هنا يبتعد هذا النوع من النصوص، بقدر أو بآخر، عن لغة السرد ’الواقعي‘ المألوف.

هذا، فيما أعتقد، نهج صعب محفوف بالمخاطر في الكتابة الأدبية، وفي القصة القصيرة بدرجة أكبر، ذلك أنه يقتضي قدرا من التجريد والاقتصاد في التفاصيل قد يصيب العمل الأدبي بالجفاف ويحرمه من تجاوب الكثير من القراء. لكنه، على الجانب الآخر، يمكن أن يكون سلاحاً فعالاً في يد الكاتب الموهوب لإيقاظ إدراك القراء وكسر ما يشعرون به من أُلفة وتعود، وربما عدم اكتراث، إزاء ما يجري أمامهم من أحداث. هذا الـ’كسر للشعور بالألفة‘ (defamiliarization) هو وظيفة جوهرية من وظائف الفن. لا غرابة أن تبرز أهمية هذه الوظيفة في أدب القرن العشرين (على سبيل المثال في أعمال «كافكا»، و’الواقعية السحرية‘ في أمريكا اللاتينية وفي مسرح «بريخت» و«هارولد بنتر»). ولا شك أن هذه الوظيفة تكتسب اليوم أهمية أكبر في عصر ’القرية الكوكبية‘ و’السماوات المفتوحة‘ الذي يعمِّق فينا، بصوره التي تتابع أمام عيوننا ليل نهار، هذا الشعور بالألفة.

من خلال هذا النص المُحكم البناء، بكل ما يوحي به من تفسيرات، تحاول «سامية» أن تهز هذا التبلد في مشاعرنا. تصرخ فينا: لابد من الإطاحة بهذا السور/المرآة! تقول لنا: لا أمل في هذه ’النخب‘ الناعمة الأجساد الميتة الروح، المولعة بمطالعة صورتها في المرآة، المشغولة ب’تناسق الألوان‘، ب’الديكور‘ البراق، بينما السوسُ ينخرُ البيتَ من أساسه والبناءُ كله مهددٌ بالانهيار! تستصرخ وعينا وضمائرنا: إلى متى نرضى بالهروب من قسوة الواقع، من عالمنا الذي ينْضَح بالكذب والظلم والجريمة، وراء هذا الحاجز الزجاجي الذي انقلب إلى مرآةٍ تُطالع كلاً منّا بصورته الخارجية وتُلهيه
الصرخة - إدفار مونش
بها، وتخفي عنا ذواتنا المنفصمة بين ليلِ، كله كوابيس، ونهارِ كله عجز مُذِّل، وأنانية عمياء، وخداع قاس للنفس؟ إلى متى نرضى لأنفسنا الاستمرارَ في التواطؤ؟ إلى متى نترك كلَ شيء للانهيار.. كلَ شيء حتى ذواتنا التي نتوهم أننا نحميها بهذا التواطؤ؟

قصة «سامية» هذه صرخةٌ أخرى تُذكّرني ب”صرخة“ «إدفار مونش» الشهيرة. لا عجب أن مست هذه القصة أوتاراً في مبدعين آخرين فتجاوبوا معها: ”آي يا سامية!“، تصرخ القاصة «رحاب بسام». ”جميل وموجع!“، يقول الشاعر «محمود عزت». ”القصة بديعة فعلا بس بتوجع أوي“، يقول الروائي «حسام فخر». ويعلّق الكاتب «ياسر ثابت» بأسى: ”لعنةُ أن نَرى.. أشدُّ وطأةً في بعض الأحيان من نعمةِ أن نتكلم“.
*****
لغة الكتابة الأدبية لـ«سامية»، لغة غنية بالمجاز، بالتشبيهات والاستعارات والكنايات. قلت في بداية المقال إن لغتها ”تكتسب على مر الأيام كثافة شعرية“. كتبت «سامية» نصا بعنوان ”عقل مستسلم لفوضى الأشعار“. لا شك عندي أنها عقل مستسلم لإلحاح الشعر. الشعر حاضر بقوة في كتابتها النثرية، نشعر به في كثير من صورها المجازية كما نشعر به في طريقة تقطيعها للجُمل وفي لجوئها إلى تكرار بعض المقاطع أحيانا. سأكتفي بأمثلة قليلة:
”في كل صباح ننهض من فراشنا، نخلع عن أجسادنا الكوابيس..
(قزاز لكن زي المراية)

وأظل أغوص في دوامة الهموم حتى تأخذني إلى القاع حيث تسبح طفلة صغيرة في غلالة من دموعها.
(العودة)

تهبُّ الطيور معا مثل أمواج البحر المتلاحقة ثم تنساب في هدوء وتتفرق.. ثم لاتلبث أن تتجمع وتحط على الأشجار مرة أخرى، فتبدو الأشجار، التي تساقطت أوراقها في الخريف، وكأنما أثمرت طيورا.
(العودة)

كان متربعا في قلبي ينتظر دموعي لترويه..
تفتح في قلبي رويدا رويدا فصرت أراه في كل شيء.
رأيته زهورا وبحارا وسماء،
سلاحا في يد رجل يدافع عن أرضه،
عيونا تبكي الشهداء.
وكان الحق الواضح الذي لا يفرض نفسه،
نفسي التي طالما اشتقت إليها..
وكان جميلا يحب الجمال.

(صليب كل يوم)

"يصعد اللبلاب من عمق البحيرة ويلتف حول ساقيّ العاريتين. يُحكم قبضته عليهما ويجذبني معه في بطء وثبات وقوة إلى أسفل.
("إلى أسفل"- بداية النص)

يصعد اللبلاب من عمق روحي ويلتف حول قلبي العاري. يحكم قبضته عليه ويجذبني معه في بطء وثبات وقوة إلى أسفل.
("إلى أسفل"- نهاية النص)
تتحرك «سامية»، مثلما يصف «السهروردي» نفسه، ”على شط بين جبال النثر على شمالي وبحور الشعر على يميني“. تطمح إلى تحدي المألوف والروتيني والمستهلك في الكتابة الأدبية. لا تكف عن التجريب وإن ظلت عينها دائما على ’التوصيل‘، على إبلاغ الرسالة، لأنها تحمل في جوانحها، كما قال الشاعر الإنجليزي «شللي» عن نفسه، ”توقاً عارماً إلى إصلاح العالم“.
*****
أكثر ما أحبه في شخصية «سامية» هو ما استشفه داخلها من إحساس عميق بالوحدة بين الطموح الشخصي وطموحات الأهل والوطن. تسعى بكل جهدها للتجويد في الكتابة.. تنأى بنفسها عن الادعاء والغرور فتسمي مدونتها ”محاولات سامية“.. تحرص، قدر طاقتها، على احترام قواعد النحو حين تكتب بالفصحى، و يتملكها الوسواس خوف الوقوع في الخطأ، فتقل الأخطاء مع كل تدوينة جديدة لها.. تحفظ قدراً كبيراً من شعر «صلاح جاهين» و«فؤاد حدّاد» ومن شعر «لوركا» و«بابلو نيرودا» بلغتهما الإسبانية التي تتقنها.. تتابع، باهتمام، الجديد في الأدب العربي والأجنبي ولا تخجل من الاستفسار والتعلم من كل من تعتقد أنه قادر على إفادتها.. تفعل كل ذلك لا لأنها حريصة فحسب على ’صورتها أمام الآخر‘ أو على تأكيد جدارتها بالانتساب إلى اسم أبيها العظيم، بل لأنها حريصةٌ أيضا على صورتها ’أمام نفسها‘، حريصةٌ- قبل ذلك- على إعطاء هذا الرصيد الشخصي للأهل والوطن. كأني بها تعيش في كل لحظة دعاءَ «فؤاد حدّاد»: ”يا رب ولا يتبدّل أبداً حمل الوطن من على أكتافي“.

سامية تغني مع فرقة إسكندريللا في مسرح الجراج - الجزويت - الإسكندرية
هل رأيتموها وهي تؤدي أشعار «فؤاد حدّاد» أو أغاني «سيد درويش» على المسرح، هل لاحظتم كيف تحتشد معها، وتطاوعها، كلُّ خلجةِ في كيانها؟ هل رأيتم كيف تضيءُ العينان، كيف يتملك الإيقاعُ القدمين، كيف تتغير ملامحُ الوجه ونبراتُ الصوتِ بطواعيةٍ، وفي سلاسةٍ، وكأنما بغير جهد؟! هل سمعتموها وهي تقدّم بصوتها قصةً قصيرةً لصديقتها «رحاب بسام»؟ لا.. ليس هذا مجردَ حرصٍ على الصورة أمام الآخر. لا.. «سامية» لا تتزين لمواجهة الآخر! «سامية» تعطينا حقيقةَ نفسها، تعطينا جَمالَها الداخلي الباهر بحق: الوفاءَ للقيم الكبيرة في حياة هذا الوطن، لرجالٍ مثل «سيد درويش» و«فؤاد حدّاد» و«صلاح جاهين»، الحرصَ على أن تكون جديرة بالانتساب لهم، ثم الوفاء للصداقة أيضا.

تقول سامية في تدوينة لها: ”الشكل الخارجي مسألة ثانوية و لا قيمة لها طالما ظللت لا أرى في داخلي أي شيء جميل“. (ثقل مألوف)
*****
لا غرابة، إذن، أن يكون لـ«سامية» هذا ’الحضور‘، يبادلها الناس حباً بحب وعطاءً بعطاء. يستشفون فيها، هم أيضاً، هذا الجمال الداخلي. يشعرون بها واحدة منهم. إقرأوا تعليقات بعض زملائنا المدونين ممن لا تربطهم ب«سامية» صلة شخصية مباشرة:
  • ”سامية. لا أعرف كيف أصف آدائك سوى انك كنت تغنين بكل ذرة في كيانك، فملامح وجهك تتشكل مع الكلمات، ويداك ترسمان الألحان في الفضاء، وجسدك كله ينطق الحروف ببلاغة يُحسد عليها.“
  • ”كنتي هايلة وعديتي الجمهور فعلا بحالة الحب والانتشاء اللي كنتي فيها. ربنا يخليكي لنا يارب.“
  • ”كان معايا واحد صاحبي أسباني ومكانش فاهم الكلام خالص
    بس كان حاسس بحضور طاغي للفرقة
    خصوصا انتي
    بتبقي منفعلة وبتغني كأنك بتتكلمي مع الناس.“
  • ”زوجي بيقولي الجميل في أداء سامية إنك تحسي انها واحدة من العيلة كده مفيش بينا وبينها أي تكليف.“
*****

هل تسمحون لي، بعد هذا كله، أن أقول إن «سامية» قيمةٌ تُضاف إلى رصيد الوطن وتكبر مع الأيام.

لا تزال «سامية» في مقتبل العمر ولا يزال الطريق أمامها طويلا...

قلبي معها!

هناك ٤٠ تعليقًا:

  1. ياااااه جميل قوي ان الحب يبقى موجود في كل كلمة مكتوبة

    انا كنت متابعة سامية من بعيد واحيانا كانت بلاقي نفسي في كتابتها واحيانا لأ
    وكان الانطباع اللي عندي انها بتدور على نفسها ولسة ملقتهاش تماما

    بس لما قريت لها

    عنوان ما.. مش فاكراه دلوقتي

    حسيت انها بقى لها شخصيتها واسلوبها الخاص في الكتابة ومن ساعتها باستنى منها اي جديد

    جميل ان الواحد يتابع حد في مراحل التطور بتاعته وجميل اكتر ان الواحد يقدر يحس ويعيش كتابات الاخريين ومشاعرهم

    عبدالحق تحليلك للمدونات فعلا مجهود يستحق التحية

    ويا ريت تستمر فيه وتمتعنا من وقت للتاني

    تحياتي ليك ولسامية

    ردحذف
  2. عندما قادني الإبحار في عالم المدونات إلى شاطيء سامية جاهين انتبهت إلى أمرٍ أحبه: العفوية التي تأسر

    فهي كاتبة تلقائية تطرق الأبواب وتتناول الموضوعات بحماسة وثقة..ولذا يلاحظ القاريء الفاحص لما تدونه أن تدويناتها تشبه الطبقات التي تنام فوق بعضها البعض.. فأنت تقرأ النص فتجد نموذجاً ما..ثم تعيد قراءته فتكتشف أن هناك مستويات عدة للنص

    الأعماق هي كلمة السر عند سامية جاهين..النصوص التي تكتبها تتكرر فيها بصورة أو بأخرى كلمة الأعماق أو العمق..وهو ما تمكنت أنت في قراءتك النقدية الرصينة من التقاطه في أكثر من موضع

    أشكرك على هذا الجهد الكبير في رصد وتحليل كل ما ورد في المدونات التي تتناولها بذكاء وفهم

    ردحذف
  3. غير معرف٨/٣/٠٧ ٠٢:٢٣

    فعلاً.. عندما يحاول الورد، فالعبير دوماً ضرورة
    ربنا يسعدك يا سامية، زي ما خلقك حد بيسعد

    ردحذف
  4. مازلت أبكي فرحاً وتأثراً حتى الآن من وقع هذا المقال عليّ. ماذا أقول لك يا عبد الحق؟

    أنا فعلاً حريصة على أن أكون جديرة بالانتساب لرجالٍ مثل سيد درويش وفؤاد حدّاد وصلاح جاهين وعبد الحق
    :)

    ويا رب ولا يتبدل أبداً هذا الحملِ من على أكتافي!

    ويا رب أقدر أكون جديرة بالكلام
    الجميل اللي انت قلته ده. وماكدبش عليك.. أنا فعلاً كنت محتاجة أسمعه في اللحظة دي. خصوصاً من شخص زيّك حقاني وفي نفس الوقت عزيز عليّ ويهمني رأيه وتشجيعه، وعينيه دايماً بتشوف ما وراء الحاجز الزجاجي

    يا رب اكون جديرة بوقتك ده ومجهودك ده وإيمانك بيّ. ومش حابطل أبداً أشكرك على نصائحك وإرشاداتك وتعليقاتك اللي دايماً بتيجي في وقتها

    ردحذف
  5. غير معرف٩/٣/٠٧ ١٣:٤٨

    يا سيد عبد الحق ، فصّلت فأجملت فعدلت. وأنتي يا سمسمة فنانة موسوعية، ثائرة بإخلاص، يتسع عالمك الرابض في حنايا الوطن للجميع. وأنتي في وسط الصورة

    ردحذف
  6. غير معرف١٠/٣/٠٧ ٠١:١٢

    أشكرك على هذا النقد الجميل بصفتي قارئة متلهفة لمدونة سامية، و ذلك من قبل أن أتعرف على سامية. لقد أجدتَ اختيار النص و تحليله بعمق و صدق و موضوعية. فهذا من أقوى النصوص التي كتبتْها سامية لعدة أسباب... لكن من القراءة الأولى، قد نقول: لصدق الكلمة و قوة الصورة المجازية الآسرة معا.ً

    ما لفتني في هذا النص هو قوة و حدّة التنافر بين فضاء المرأة "المجازية" و فضاء "نحن" الواقعيّ اليومي المعيوش.
    هذا التنافر بين المجازية و الواقعية يشكل وحدة ذات فضائين متنافرين يقضي فيه واحد على الآخر.

    أما ما يميز كتابات سامية بشكلٍ عام هو الصدق، التكثيف، والإيقاع.

    فيما يتعلّق بإيقاع النص نذكر أداة تستخدمها سامية بامتياز و هي

    تكرار جملة مع إعطاء بُعد أعمق لهابعد تكرارها:و
    يتم ذلك من خلال تطوّر النص منذ ذِكرِها للمرّة الأولى الى أن تذكرَها مرةً أخرى في نهاية النص لتكتسب الجملة معنى مكثَّفاً أو بُعداً آخراً.

    قِزاز.. لكن زي المراية

    .... لا تبدو علينا غربة ولا أحزان
    ...لا تبدو علينا غربة ولا أحزان.

    عنوان ما.. مش فاكراه دلوقتي

    ... أنا جبت كلمة "دموع" دي منين...
    ....أنا جبت كلمة "دموع" دي منين؟

    إلى أسفل

    .... يجذبني معه في بطء وثبات وقوة إلى أسفل...
    .... يجذبني معه في بطء وثبات وقوة إلى أسفل.

    هذه الجملة المكرّرة تذكّر بالجملة الكلامية المكررة في أغنية طرب حيث تتطورالجملة الموسيقية مع تكرار الجملة الكلامية فتعطيها بعداً آخر... لتحمل بذلك المستمع الى "السلطنة" عند الإعادة.

    إن استخدام سامية لهذه العناصر وغيرها و العمل للآخِرعلى تقنية معيّنة لكل نص أو على مفهوم معيّن مثل المواد الفيزيائية مثلاً و تطوير المفهوم و التقنية الخاصة بالنص الذي تكتبه من بدايته حتى نهايته، يدلّ على ولادة أسلوب خاص بها يطيع لها و تطيع له محكمةً بقبضتها على مفاتيح عدة، تختار منها مفتاحاً لكل نص... الأمر الذي يجعلها قادرة على الكتابة بأساليب مختلفة.

    ردحذف
  7. بالفعل هى مدونة قادرة على جمع الكثير من البشر رغم التباين الكبير بينهم

    عينك حلوة

    ردحذف
  8. آر جي:الحب موجود في كل كلمة مكتوبة سواء في هذا المقال أو في المقالات السابقة له . أسير في هذا الحب على درب استاذين لي هما الدكتور على الراعي والشاعر الكبير فؤاد حداد الذي قال:" النقد الذي اعرف هو أن أضع يدي القارئ على مواضع الجمال في الشعر الذي أعرض له."هل يملك الانسان السوي سوى الحب والامتنان حين يقف أمام الموهبة؟ هل يملك إنسان صادق مع نفسه ألا يشعر بالاعجاب حين يقرأ لك أنت مثلا نصوصا مثل"نهايات الخريف" و"عن غيابك وافتقادي لك".. أن يأتي هذا التعليق منك فهذا شرف لى . أشكرك

    ردحذف
  9. الأخ العزيز ياسر ثابت: لاغرابة أن يأتي هذا التعليق منك وأنت رفيقي على درب الاحتفاء بالمواهب الصاعدة. تعليقك أضاف للمقال . أشكرك

    ردحذف
  10. عمر مصطفي: ربنا يزيد ويبارك في العبير. نفسك ويانا

    ردحذف
  11. سامية: لاشكر على واجب

    ردحذف
  12. أنا بحب سامية و مدونتها لعدة أسباب :

    *سامية بتكتب بتلقائية .

    * سامية بتكتب حلو

    * سامية أول لما رحت أسلم عليها لأول مرة في ساقية , سلمت عليا بحرارة و بود حقيقي , و خدتني أسلم على عمرو ..حسيت إني بسلم على إنسان حقيقي , لإن غالبا لما بتروح تسلم على حد بيتعامل معاك ببرود شوية أو بذهول شوية أو من غير تركيز غالبا

    جميل :)

    ردحذف
  13. غير معرف١٠/٣/٠٧ ٢٣:٤٠

    أحبّذ لو أذكر أيضاً وسواس سامية الدائم كما سخريتها من هيمنة الحضارة الغربيّة على بلداننا العربية فتذكر بوضوح

    قِزاز.. لكن زي المراية
    "فكل الطرق ممَهَّدة وجميعها تؤدي إلى روما.. أو إلى النادي... أو المقهى الأمريكي.. أو الفيلم الأمريكي.. أو الحلم الأمريكي"

    حتى ولو من خلال تفاصيل لا علاقة لها بالتيمة الأساسية للنص:

    بنات زينب
    وأشعر بالضآلة والقبح في قميص نومي الطفولي القصير المزدحم بالدببة الصغيرة وعبارة "تصبح على خير" بكل اللغات ما عدا العربية؟

    العودة
    وأدعو من أعماق قلبي على حكامنا وحكام حكامنا وعلى إعلانات الكوكاكولا التي تحتل نصف الشارع..

    و مرور الجملة بشكل عابر يؤكّد أكثر على السخرية العفوية

    ردحذف
  14. ميدو: التفصيل ثم الإجمال ثم استخلاص الحكم العادل.. بعض ما عندكم. شكرا جزيلا

    ردحذف
  15. خلود: تعليقك أضاف الكثير وسلط الضوء على جوانب أخرى في نصوص سامية. شكرا جزيلا

    ردحذف
  16. شادي: يمكن أن يكون هناك تباين بين قراء مدونة سامية بس في الغالب هناك أشياء كثيرة تجمعهم أيضا. ألا تجد شيئا مشتركا بيني وبينك مثلا؟

    ردحذف
  17. عزيزي عبد الحق
    أضم شكري إلى جميع من شكروك وأرسلوا لك ومن شكروك ولم يرسلوا.
    أعجببتني كثيرا قصتها "قزاز لكن زي المراية" وعبرت عن إعجابي بهافي مدونتها
    كما أعجبنني "صليب كل يوم كثيرا" التي كتبتها بعد انتهائها من قراءة "المسيح يصلب من جديد". إنها بلا شك كاتبة موعودة تتطور كتابتها يوما بعد يوم ولا تلجأ إلى طرق السرد المطروقةالمألوفة وإنما تحب ركوب الصعب ولا تتوقف عن التجريب. وانت يا عبد الحق التقطت الروح الثائرة فيها، وقدمت قراءةعظيمة لقزاز لكن زي المراية. وأوضحت أن سامية تقرأ العالم وتكتبه بطريقتها. سامية، بالإضافة إلى قدرتها على الرصد والتقاط جوهر الأشياء، تتفجر بالمواهب التعبيرية : الكتابة والغناء والمسرح وإنشاد الشعر، وهي صاحبة قضية وهذا ينعكس في كل إبداعاتها.
    أشكركما مرة أخرى من كل قلبي
    وأنا في انتظار الشخصية القادمة التي ستكتب عنها يا عبد الحق ، لماذا لم تقل لنا ، من تراها؟

    ردحذف
  18. شكراً ليكم كلكم. أنا لازم كمان اشكر عبد الحق تاني انه لم كل الحبايب حواليّ
    :)
    ما اتحرمش من تشجيعكم ودفءكم يا أعز الناس

    ردحذف
  19. مرة أخرى تتحفنا يا أستاذي الفاضل بمقال عميق عن واحدة من أفضل المدونات بالنسبة لي وكما فعلت في المرات السابقة أرشدت عيني وفهمي لمواطن جمال وعمق في كتابات سامية فازددت شغفا بمتابعتها وتأملها من جديد. شكرا لك ولسامية
    أحتفظ الآن بهذه التدوينات في ملفات خاصة لدي. أتمنى لقاءك يوما ما

    وأتفق مع محمود عزت في نفس الانطباع الذي تركته سامية عندي عند أول مقابلة، حرارة وود وترحاب غير مسبوقين :)

    ردحذف
  20. بجد فكرة تحليل البلوجات بالشكل دة مذهلة.
    شكراً فعلاً :)

    ردحذف
  21. غير معرف١٤/٣/٠٧ ١٧:٥٩

    أنا مش عارف أقول إيه بعد كل اللي الناس قالوه.. إنطباعي الأول عن سامية و عمرو كان يغلفه الألفة، ناس من أول مقابلة مبتسمين في وجهك و مرحبين بك حتى تشعرو كأنهم أقربائك.

    سامية ممثلة و مطربة و مؤدية من الدرجة الأولى، أداؤها على المسرح يختلك فيه الغناء بالتمثيل بشكل رائع، جريئة على المسرح و تستحوذ على الجماهير بنظراتها و حركات يديها و صوتها مما يجعل جل تركيز المشاهد معها.

    سامية مصرية جداً، و عربية جداً جداً، و فنانة جداً جداً جداً.

    يمكن كلامي يبان مبتذل بس و الله طالع من القلب و مش نفاق.. يمكن عشان كده طلع ساذج :)

    تحياتي لك أستاذ عبد الحق على هذا المقال الجميل.

    ردحذف
  22. كلامك ما طلعش ساذج خالص يا شريف. بالعكس، ده أثر فيّ جداً، وأسعدني جداً جداً، وأحرجني جداً جداً جداً
    :)

    ردحذف
  23. محمود عزت : نعم.. سامية فيها تلقائية نابعة من الصدق مع النفس والبعد عن الافتعال والتكلف.. هذا سر حلاوة كتابتها. أشكرك

    ردحذف
  24. أمينة: شكرا جزيلا. عندي مسودات لمقالات عن مدونين آخرين ولكن إعدادها للنشر يحتاج لبعض الوقت حتى نعطى للناس حقهم. أحاول أيضا التعرف على مدونات جدبدة ولكن الكتابة عنها تحتاج إلى معايشة طويلة بعض الشىء.. أنوي على أي حال الاستمرار في الكتابة عن المدونين بين الحين والآخر.. وربنا يسهل. شكرا لك مرة أخرى

    ردحذف
  25. حسام: عدت إلى مدونتك قبل الرد على تعليقك. أقول لك بصدق إنني سعيد بأن يأتي هذا التقدير من إنسان جميل مثلك تتوهج كتابته بالصدق والحس الجمالي المرهف. أشكرك شكرا جزيلا

    ردحذف
  26. شريف نجيب: هو الكلام اللي طالع من القلب من غير تكلف و لا تزويق يبقى ساذج ومبتذل؟ اللي انت بتسميه"سذاجه" ده أجمل حاجه فيك. بحسه في تدويناتك.. اللى في قلبك على لسانك بدون تكلف ولا حسابات.. يمكن بتقوله ب" هدوء" ومن غير صخب وضجيج بس بيوصل..أشكرك

    ردحذف
  27. eman m:
    شكرا لك . اعتز بتقديرك. شرفتي الشارع

    ردحذف
  28. شوف يا أستاذ عبد الحق.. أهو أنا بقى عندي نقطة ضعف قدام سامية وحدوتة.. وقلتها وهاقولها تاني.. باتبسط لما ألاقي حد عنده "روح".. شرارة كده بتخلي كل الناس اللي حواليهم تتجدد.. نفس الوضع بيحصل في كتاباتهم.. بتلاقي نفس الشرارة دي.. فتقرأ الحاجة بعين جديدة..وترجع عيل صغير بيعرف -وياللعجب- يندهش.. كتاباتهم بكر قوي.. وإنسانية قوي.. ومبنية كويس وذكية جدا..

    مش عارفة.. أنا بقالي فترة عاوزة أعلق بس باقول وأنا هاروح في الكلام اللي إنت قلته ده فين!

    على كل حال.. سعيدة بيكم إنتم التلاتة :)) ربنا يخليكوا لينا

    ردحذف
  29. غادة:"كتاباتهم بكر قوي.. وانسانية قوي.. ومبنية كويس وذكية جدا". فبه كلام أجمل من كده؟ وتقوليلى إنك بتترددي تعلقي؟ إنتي بكلماتك الجميلة دي أضفتي جوانب حديدة ومهمة . أشكرك

    ردحذف
  30. عبد الحق، لم اقصد بالحب التحيز لسامية في كتابتك او شئ، فاسلوب كتابتك واستشهادتك وحتى اسمك يشهد لك بالموضوعية
    لكن فعلا كلماتك كانت يغلفها الحب كما شرحت اسلوبك في النقد في تعليقك

    اما الجميل ان الحب الذي قدمته انعكس على تعليقات القراء التي امتلأت بالحب لك ولسامية

    عبدالحق اسعدتني وشرفتني زيارتك لمدونتي

    اتمنى لسامية ولك دوام التوفيق

    ردحذف
  31. جهد مضنٍ لك وممتع لنا (دونما سادية!)

    أؤيد محمود عزت فيما قال.

    أظن أن "سامية" في محاولاتها نجحت - بتلقائيتها - أن تضفي البسمة على شفاهنا سواء داخل الفضاء التدويني أو خارجه.

    ردحذف
  32. يا أستاذ عبد الحق
    أشكرك شكراً جزيلاً على هذه التحليلات الدقيقه والفنيه للمدونات والمدونين
    هذا عمل جليل
    أنا كل يوم أدخل أبص على مقاله/قراءه جديده
    أنا فى شوق للجديد مقدرا الجهد الكبير وراء كل جمله تكتبها
    و مبتهجا بقلبك الكبير وعينك النافذة

    ردحذف
  33. حسنا مشكلة عبارات المديح أنها تصبح بعد أن تتقاذفها الألسنة، تصبح مبتذلة جدا. لذلك لن أردد المزيد من عبارات المديح لما تبذله من جهد.
    لكن لا أظن أن شيئا يمنعني من أخبرك أن مجرد العثور على مدونتك كان مصدر سعادة لي، لأنني ترددت كثيرا قبل أن أنضم إلى المدونين لأنه استقر لدي في مكان ما من ضميري أن لغة مثل التي أكتب بها (أنت تسميها لغة الستينات) لا تصلح للمدونات التي على ما يبدو يفترض أن تكون عامية قدر الإمكان مائعة قدر الإمكان ومليئة بألفاظ ساخطة قبيحة كلما أمكن وبأخطاء لغوية كلما تيسر!
    أن تجد مدونة تضيف لك، أملا ومتعةوثقة أكبر في نفسك، هو بلا شك حدث مهم!

    ردحذف
  34. ..
    عبد الحق
    ..
    تحية كبيرة تليق بك
    بحاستك النقدية العميقة
    ..
    وشكر لسرداب طويل في مدونة رحاب، قادني إلى النور هنا
    ..

    ردحذف
  35. استاذ عمرو
    الحقيقة أنا استمتعت جداً بتقييمك القيم والجاد من خلال نقدك المتبحر والواعي لكل صغيرة ولا كبيرة وبالتلي فلم يسقط منك شئ نبحث له عن سؤال في إبداعاتهم الجميلة والتي تستحق منا كل تقدير واحترام
    ولذلك لن ادعوك لزيارة مدونتي البكر وسأُحرم نفسي من هذا الشرف الذي أتمناه ولكن أدعوك لزيارة مدونة شاعر لن أتكلم عنه وأنا أعرف أنك لن تبخس حقه في النقد والتقييم لأن المسالة لبست بقراءة قصيدة لشاعر مهاجر ولكنها قضية جيل بأكمله
    http://mosaiiic.blogspot.com/

    ردحذف
  36. العزيز عبد الحق صاحب هذه المدونة الراقية:
    يندر أن نجد في واقعنا الثقافي الآن من يمتلك موهبة النقد، وأنا أعني الكلمة حقا. أعجبني تحليلك لنصوص رحاب بسام وأخافتني حساسيتها تجاه ما كتبت رغم أنه بدا شديد الاحتفالية أيضا. أتفق معك في إحالة النصوص إلى أدب اليوميات. يمكن أن نسميه أيضا أدب التدوين ثم ننظر للمصطلح "براحتنا" حين يتسع الوقت. هذا لا يقلل من موهبتها الظاهرة. أعجبني تحليلك لقصة سامية جاهين. التقطت بحرفية شديدة شفرتها؛ لكن ما أسرني حقا هو تلك النصيحة البارعة التي قدمتها إليها بخصوص كتابة هذا النوع من القصص والذي لا يعرف قيمتها إلا شخص خبير بالأدب يعرف بالضبط مفاتيح الكتابة الجيدة.
    بالتوفيق
    أسماء شهاب الدين
    قاصة مصرية

    ردحذف
  37. جميلة جدا المدونة دى يا رب دايما اشوفكم فى نجاح مستمر

    ردحذف