٠١ مايو ٢٠٠٥

لا كرامة لإنسان لم يكن أبوه شهيداً

في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء كان دم ولحم من بلادي يموت، يُقتل.
أصبحت والبراح الكبير على شاطئ الرملة البيضاء في ضواحي بيروت والمخيمات والعمائر هناك والليل الساجي والليل المدوي جزء في جسد كل عربي يتحسس فيه الألم.
كان شاعر في اللاجئين يقول:
يا فلسطين أيها الحلم الدامي
حلم في الخيام جنين، يموت، يُقتل.
حلم طفل يؤدي الأمل والوعد والبشائر، تمضي به بعض السنين، ويموت، ويُقتل.
يكتب تاريخ السنة الجديدة في رأس الصفحة، ولا يتوقف القلم في يده، يجري إلى غده، ويريد أن يدري إلى أين الحنين، ويموت، يُقتل.
يتعلم صفات الشباب وشعر الحماسة ويرى في الأم وفي الزارع والصانع ومواسم الدنيا صلاة المؤمنين، ويموت، يُقتل ..
يصرخ وكأنه يسمع غيره، ويستصرخ سلاحه فيسمع نفسه: وطن الأجداد يا وطن البنين، ويموت، يُقتل.
يا فلسطين أيها الحلم الدامي
ليس في الأيام يوم ينام
دامياتٌ كلها الأحلام
الفدائيون ملء العيون
في قميص الفجر والإعدام
*

- يا أبي لم أتعود في حياتي أن أختم شيئاً أقوله أو أكتبه دون بادرة أمل
- يا ولدي لا كرامة لإنسان لم يكن أبوه شهيداً.
*
لم يجر ماء ليس فيه دماء
إلى عنان السماء
عربية الأسماء
هذا أحن الدماء
هذا غنائي
صوتي الذي يعتصر
دمي لأبنائي
إلى الغد المنتصر

فؤاد حدّاد
من باب «قال الشاعر» - صباح الخير