يصعب تفسير شدة حملة التحريض الأخيرة على المواطنين العرب في الداخل، وعلى تيارهم الوطني بشكل خاص، بفتح التحقيق ضد نائب عربي في البرلمان بتهم أمنية. ولا شك أن المؤسسة الصهيونية بيسارها ويمينها تصفي حسابا طويلا مع أفكار طرحت ووصلت مؤخراً حد التفتح بألف لون وزهرة، وشكلت اقتراح مشروع فعلي للجماهير العربية. ولا يوجد مشروع يمكن تسميته مشروع شامل للجماهير العربية تتميز به سوى: أولاً، أن الدولة لكي تكون ديمقراطية ولكي تتحقق فيها المساواة يجب أن تكون لجميع مواطنيها، وهذا يعني أن المساواة والديمقراطية إذا طرحت بشكل مثابر وصحيح لا يصح أن تكون اندماجية في الصهيونية أو على هوامشها، بل مناقضة منافية لها. وثانياً، أنه في هذه البلاد تعيش قوميتان واحدة منهما هي قومية الأصلانيين، وأن العرب الذين بقوا هم جزء من القومية الأصلانية. هذا إضافة لحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً. وهم يعلمون أن هذا المشروع لم يعد حزبيا بل أصبح إرث كل شاب وفتاة عربية يرفضان التخلي عن عروبتهم وعن المساواة الكاملة، ويرفضون نظام الوصاية الاستعماري الطابع.
المزيد في الشارع السياسي