١٥ فبراير ٢٠٠٧

رحاب بسّام

 No man is an Iland, intire of it selfe; every man is a peece of the Continent, a part of the maine… And therefore never send to know for whom the bell tolls; It tolls for thee 
«John Donne»
(”ليس هناك بين البشر من هو جزيرة مكتفية بذاتها. كل إنسان جزء من أرض تمتد بلا فواصل، جزء من الكل... لا تبعث إذن أحداً ليخبرك بمن تنعيه الأجراس، فالأجراس تنعيك أنت.“)
الشاعر الإنجليزي «جون دن» (1572-1631)

قال لي أستاذ للأدب العربي، يعمل بإحدى جامعات الولايات المتحدة، إن «رحاب بسام»، صاحبة مدونة «حواديت»، هي أخف المدونين المصريين ظلاً. وقلت له: هذا صحيح. ولكنها من أكثرهم حزناً أيضاً.

مدونة «حواديت» سكر مُر: مزيج من شقاوة الأطفال الحلوة وفزع الكبار المر من الحياة!

*********

حواديت رحاب بسام
«رحاب» قارئة نهمة: أتابع باستمرار الكتاب الجديد الذي تضعه تحت مخدتها بأسفل الجانب الأيمن من الصفحة الرئيسية (الكتاب وليس المخدة!). وهي عاشقة أيضا للبطاطا والآيس كريم والبطيخ وعالمة متبحرة في ”أصابع زينب“، ولها في هذا المجال طقوس وأفانين ومجازات لغوية غير مسبوقة منها مثلا ”إني أسبح في المهلبية تماماً“ و”أنا أسير على ساقين من الجيلي“. هل تذكرون قصتها الجميلة ”أرز باللبن لشخصين“؟ هل رأيتم مدى الحب والاستغراق المطلوبين ”لعمل طبق من الأرز باللبن لشخصين“؟ : ”بإحساس مرهف اضيفي رشة من القرفة وأخرى من الفانيليا، كل رشة بيد. افركي يديك سوياً ومرريهما باستغراق على رقبتك. الرقبة مكان مهم للحصول على أرز باللبن ناجح“. هكذا تكتب «رحاب»، فيما أتخيل، نصوصها. تعطينا كل كيانها. الكتابة عندها طبق شهي يتقاسمه الكاتب مع شخص يحبه. تحب قراءها وتحترمهم!

لا شك أنكم لاحظتم، مثلي، شدة تعلقها بطفولتها: صورتها، التي تطالعك إلى يمينك على رأس المدونة، صورة طفلة في الثالثة أو الرابعة من عمرها، ثم الصورة الجميلة للحذاء الأحمر الصغير، مع الجورب الوردي، يطلان علينا من قدمي طفلة تحت عنوان عميق الدلالة: ”أنا عندي حنين“، ثم التدوينات الكثيرة التي تتحدث فيها عن طفولتها أو عن أطفال من أسرتها (على سبيل المثال ”جمال الدنيا وحقيقة الأشياء“ و”حنين“ و”أنا، بس على أكبر“ و ”خطوات جديدة“)، وعناوين بعض القصص مثل ”تناتيف من غزل البنات“ و”الخرتيت البمبي البطيء“، وما نستشفه في عالمها من حنين جارف إلى الطفولة وتعلق بها حين تقول مثلا: ”زينت سقف غرفتي بالنجوم والزهور الفسفورية. كيف نسيت الفراشات؟ لماذا لا توجد فراشات فسفورية بجوار الزهور الفسفورية؟

لا شك أنكم لمستم أيضا ما تنضح به كتابتها من ولع شديد ب’الشقاوة الطفولية‘ في نصوص مثل:
كم سيكون رائعاً لو عملت في مجال بلالين الصابون: أجلس على دكة خشبية تحت شجرة ظليلة وأمامي صندوق خشبي عليه جردل كبير، وأكواب بلاستيكية، وقطع من خرطوم بلاستيكي. يأتي الأطفال ساعة العصاري ليشتروا مني أكواب الصابون، المخلوط بقليل من السبرتو، فهو الذي يجعل البلالين ملونة، هذا هو سر الصنعة.أو:
أفكر في عمودي الفقري: أبدأ في تلوينه بالأزرق الجميل، من أول فقرة لآخر فقرة..أو:
جيت أقوم من السرير ما عرفتش. قمت واقفة على راسي. بصيت لفوق (بالمشلقب)...
تأملوا، مثلاً، المفارقة بين اللغة الرصينة والنبرة الجادة في عبارة مثل: ”كم سيكونُ رائعاً لو عملتُ في مجالِ بلالين الصابون... هذا هو سرُ الصنعة!“، وبين مضمون هذه العبارة. ألا تفجّر فيكم هذه المفارقة ضحكة صافية من أعماق القلب؟

لا شك أن هذه ’الشقاوة الطفولية‘ تعطي لنصوص «رحاب» الكثير من جاذبيتها وخفة ظلها. من منا لا تبهره قدرة الأطفال على التعبير بعفوية وبراءة؟ من منا لا يتوق إلى هذه الطلاقة المتحررة من حسابات الكبار و وساوسهم؟ ألا يخالجنا أحياناً حين نعود إلى صورنا في أيام الطفولة، أو حين تبهرنا رسوم الأطفال وكلامهم، شعور يجعلنا نقول مع «صلاح عبد الصبور»:
”لو أننا.. لو أننا..
لو أننا، وآه من قسوة ’لو‘
...
لكننا...
وآه من قسوتها ’لكننا‘
لأنها تقولُ فى حروفها الملفوفةِ المشتبكة
بأننا نُنكرُ ما خلّفَتِ الأيامُ فى نفوسنا
نودُ لو نخلعُهُ.. نود لو ننساه
نود لو نعيدهُ لِرحمِ الحياة“
لكن هذا الحنين إلى الطفولة، الذي قد يوجد في نفوس كثيرين، يتسع عند «رحاب» ليظلل كل عالمها. مما يلفت نظري أيضا أنه يلقى تجاوباً واسعاً من قراء مدونتها وبخاصة الإناث منهم. تقول إحداهن لها: ”في طفولة جميلة وصادقة قوي في كتاباتك يا رحاب“. أتساءل هنا: هل تعبّر «رحاب»، بهذا الحنين إلى الطفولة والتعلق بها، عن شعور عام لدى شبابنا ولدى الشابات بصفة خاصة؟ هل هو مجرد الاحتياج الأنثوي إلى حنان الأم (والأسرة) وإلى ممارسة الأمومة (to mother and to be mothered)....؟ أم أن هناك أسبابا أخرى تتصل بمجتمعنا المصري على اتساعه وبظروفنا الاجتماعية الراهنة؟ أتجاسر هنا فأزعم أن هذا الشعور بالحنين إلى الطفولة يكاد يشكل الآن ظاهرة عامة لدى الشباب من بنات وأبناء الشرائح الميسورة نسبيا من طبقتنا الوسطى. بطبيعة الحال يتفاوت عمق هذا الشعور من الإناث إلى الذكور ومن فردٍ إلى آخر. لكن تأملوا معي أبناء وبنات هذه الشرائح الميسورة نسبيا من الطبقة الوسطي وهم يخرجون إلى الحياة العملية (’صدمة الولادة الثانية‘ كما أسميها!) ليصطدموا بعالم شديد القسوة والخشونة: خطر البطالة قائمٌ دائماً، والصراعُ على فرص العمل المتاحة معركةٌ ضارية يخوضها الكل ضد الكل، وأحلامُ تحقيق الذات تتمزق وتنتهي في كثير من الأحيان إلى الإحباط المُر واليأس القاتل وربما الاكتئاب الذي لا شفاء منه، والتنازلات المطلوبة تكاد لا تنتهي في عالم يحكمه الفساد، والمحسوبية، والرشوة بكل صورها. كل الأسلحة أصبحت مشروعة وشائعة الاستخدام في هذا الصراع الضاري: قوانين العرض والطلب تجعل السادة المتحكمين يطلبون الكثير جداً وتُجبر الآخرين على دفع الثمن الفادح. إذا لم تدفعه أنت هناك آلافٌ غيرك مستعدون لدفعه. والضغوط التي تتعرض لها الإناث أقسى بكثير مما يواجهه الذكور..

هل أبالغ؟ هل تجدون هذه الصورة بعيدة عن الواقع؟ هذه، على أية حال، هي الصورة العامة كما تبدو لي من واقع خبرتي الشخصية ومما أسمعه من الآخرين. أليس طبيعياً، إذن، أن يحن هؤلاء إلى طفولتهم؟ أن يحلموا بالانسحاب من هذا العالم القاسي الشديد الخشونة، الذي لا تدليل فيه، إلى عالم حواديت الجدات، عالم اللهو والانطلاق والشعور بالأمن يسبغه عليهم حنان الأهل والبيت حيث الظروف ميسرة نسبيا لإشباع احتياجات الطفل؟ أكرر هنا مرة أخرى أن هذا الشعور يتفاوت قطعاً من فردٍ إلى آخر باختلاف ظروف النشأة، ولكن هذه هي الصورة العامة. أبناء الطبقات الفقيرة ’المخربشين‘ لا يتملكهم في الغالب هذا الشعور بمثل هذه الدرجة من العمق، فهم يفتحون عيونهم على قسوة الحياة وخشونتها منذ نعومة أظفارهم. كذلك شأن أبناء الفئات التي تحتل قمة الهرم الاجتماعي، فهؤلاء أمورهم ميسّرة وأماكنهم في الغالب محجوزة سلفا أو يمكن تدبيرها بسهولة بقوة النفوذ أو بقوة المال. هؤلاء لا يعانون، في الغالب، ’صدمة الولادة الثانية‘ أو،على الأقل، لا يعانونها بنفس القسوة.

لا أريد بهذا التفسير أن أغمط «رحاب» حقها. كل ما أريد قوله هو أن كتابتها تمس أوتاراً في قلوب كثيرين من المدونين وقراء المدونات. هناك، إذا جاز التعبير، ’طلب اجتماعي‘، في عالم المدونات الصغير، على مثل هذا النوع من الكتابة! لا غرابة أن يقول أحد المعلقين على قصتها الجميلة ”الشباب الدائم للألوان“: ”....حظي معاكي انك بتلمسي الوتر الحساس...الوضع الراهن... الحالة عموما.“، وأن يقول معلق آخر: ”نفسي أبقى أبيض، أو الأصح أرجع أبيض. أنا فاكر إني كنت أبيض في يوم من الأيام“.

هذا الحنين إلى الطفولة يعبر عنه أيضا شاعر موهوب ينتمي إلى جيل «رحاب» هو «عمر مصطفى» صاحب مدونة «تجربة»:
”عيِّل..
باحب ده علشان باحبه و مابكرهوش..
حتى لو كان مش جميل
ولسّه وشّى.. محتاجش لرتوش
ولسّه قلبي.. ماحتاجش لبديل
باحلم بنفسي طويل طويل
واما يجينى نعاس باميِّل
عيِّل.. “
لكن كتابات «رحاب» تعطينا ما هو أكثر من مجرد الحنين إلى الطفولة. تعطينا شعورا بالخوف من مرور الزمن. هل هو شعور أنثوي ضاغط هذا الخوف من مرور الزمن؟ وهل هو سبب آخر يفسر التجاوب الذي تلقاه من قارئات مدونتها؟

أكثر من ذلك، يقترن هذا الخوف من مرور الزمن، في نصوص «رحاب»، بحلم مستحيل هو الإفلات من قبضة الزمن! تبدو هذه الرغبة المستحيلة واضحة جداً في نصين جميلين هما ”عن نبع يترقرق وغابة تحجرت“ و”الشباب الدائم للألوان“.

في ”نبع يترقرق“ تقول الراوية: ”... تمنتْ لو تُثبّتْ عناقهما هذا أيضا. فيظلان هكذا للأبد: هو نائم على صدرها، وهي تقبّل جبهته مرة واثنتان، وثلاث. سيظلم العالم من حولهما، ويستريح التراب فوقهما [...] ولكن لن يفارق هو حضنها، ولن تشتاق جبهته لشفتيها. وبمرور الزمن تصير هي النبع الذي لا تعرف غابته غيره. فتترقرق ويتحجر، حتى يفلتهما الزمن من قبضته“. (يخطر لي هنا قول الشاعر الجاهلي: ”ما أطيب العيش لو أن الفتى حجرٌ تمضي الحوادثُ به وهو َملْمومُ!“ كان يحلم هو الآخر بالإفلات من قبضة الزمن. لكن المرأة في هذه القصة تتمنى ما هو أكثر: تثبيت اللحظة إلى أن يتحجر هو بينما تظل هي نبعاً أبدياً يترقرق!).

في ”الشباب الدائم للألوان“ تقول المرأة: ”لماذا؟ اسمعني: يهدر الإنسان عمره وهو يحاول أن يعرف ماهيته، وهو يحاول أن يبحث عن طريقه، وهو يحاول أن يكون شيئاً آخر. ولكن هذا الموضوع محسوم بالنسبة للألوان“. المرأة، التي تحدثنا عنها الراوية في هذا النص، تريد لنفسها هوية ثابتة، خضراء دائمة النضرة، ”بطعم الشمام المثلج!“. في هذه القصة صورةٌ، قاسيةُ الجمال، لهذه المرأة التي تحلم بهوية أبدية تحتمي بها من عوادي الزمن: ”تنهدتْ. وضعتْ جانباً غربالَ الأحلام ولملمتْ أطراف جناحها وجلستْ القرفصاء“. (اشعر هنا ب «سارتر» يتقلب في قبره. ألم يكن هو القائل بأن ”الوجود سابق على الماهية“، وبأن ”الإنسان محكوم عليه بالحرية“، بمعنى أن الإنسان يأتي إلي الوجود ثم يبدع ماهيته من خلال الفعل الحر؟ هاهم شبابنا قد أرهقهم هذا السعي المضني إلى تحقيق الذات، وإبداع الهوية من خلال الفعل، في عالم القيود والسدود الذي نعيشه! أشعر أيضا ب «باولو كويلو» يمصمص شفاهه: لماذا لا تحشد هذه المرأة كل قواها لاستحضار’روح العالم‘ لتكون معها وهي تشق طريقها إلى ما تريد؟ الراوية هنا تشعرنا بأن عصر هذا ’الكلام الكبير‘ قد انتهى. أحلامنا تتسرب من الغربال، وعلينا أن نلملم أطراف جناحها. ليس هذا عصر إبداع الهوية بل عصر ’القتل على الهوية‘!).

ليست هذه بالتأكيد مجرد ’شقاوة طفولية‘، ليست الخيال الطليق للطفل كما قد يتبادر إلى الذهن لأول وهلة. الطفل لا يخاف عادة من مرور الزمن، يحلم دائما بأن يكبر، بأن تمر الأيام حتى يصبح مثل الكبار وتصبح له قدرتهم وحريتهم. لسنا أيضا أمام مجرد الخوف الأنثوي من الزمن، الذي يولي الأدبار، والفزع مما قد يحمله مقبل الأيام. أشعر هنا أننا أمام فزع من الحياة نفسها وما آلت إليه، ملل قاس من الحياة الراكدة المكرورة. تقول «رحاب» في نص آخر: ”هناك شيء قاس جدا في مرور الأيام بمنتهى العادية. إيه الدنيا دي؟ لماذا لا تتوقف وينقلب كيانها لتشاركني حزني؟ أم هي مثلي: تستيقظ كل يوم وتمارس حياتها العادية و تحاول ألاّ تتوقف عند ما يؤلمها؟“. إن كان ثمة بصيص من أمل قد بقي في هذا العالم فهو الأمل في حدوث معجزة: أن نتحول إلى نبع يترقرق أو إلى خضرة دائمة النضرة.. أن يُفلتنا هذا الزمن الرديء من قبضته التي تخنقنا! هذا الحلم باستمرار القدرة على التجدد والعطاء، أو على الأقل بالتطلع إلى التجدد والعطاء، يكتسب في نصوص «رحاب» عمقاً يجعلني أحس به وقد تحول من شعور أنثوي مألوف (حرص الأنثى على نضارتها وجاذبيتها وتعطشها الغريزي إلى الأمومة) إلى شعور عام يتملك الآن أجيالنا الشابة المحبطة، المتعطشة مع ذلك إلى معجزةٍ ما تتيح لها فرصة التجدد وتحقيق الذات.(لعل هذا الحلم بالمعجزة يراود الكبار أيضا: قال لي الروائي المصري الكبير « بهاء طاهر»، في مناقشة دارت بيننا منذ سنوات، ”إن الشعب المصري له ’ميكانيزماته‘ الخاصة للتغلب على الأزمات“. عنده، هو أيضاً، نفس الحلم بأن يحدث التغير المنشود من خلال طرق لا تخطر لنا على بال ويقصر عن إدراكها وعينا الراهن! لكنه يحلم بمعجزة تحقق الخلاص الجماعي لا الفردي. مازال يعيش، مثلي، في عصر ’الكلام الكبير‘! مازال يؤمن، مثلي، بأن التاريخ لم ينته بعد!).

تقول
«رحاب» رداً على أحد المعلقين: ”أنا عادة ما اقدرش أقول غير اللي بحس به“. ليس من قبيل الصدفة، إذن، أن يكون الراوي في غالبية نصوصها هو ’الأنا السارد‘ (صوت الراوي الذي يستخدم ضمير المتكلم)، بل وأن يتماهى هذا ’الأنا السارد‘ في كثير من النصوص مع ’المؤلف‘- أي مع «رحاب بسام» نفسها- مما يجعل بعض هذه النصوص أقرب إلى ’اليوميات‘ (diaries) منها إلي الأشكال السردية الأخرى المنتمية إلى ما يسمى ب ’القص التخيلي‘ (fiction). حذار أن يظن أحد هنا أن هذا يقلل من شأن نصوص «رحاب»، ف’اليوميات‘ نوع أدبي لا يقل أهمية ومكانة عن أي شكل سردي آخر وتندرج في إطاره نصوص لأكبر الكتاب، وربما كان هو الشكل السردي الأقرب إلى روح ’التدوين‘. أريد أن أقول هنا بوضوح- حتى لا يساء فهمي- إنني لا اقصد بذلك التقليل من قدرة رحاب على كتابة ’القص التخيلي‘، فقد برهنت بالفعل على براعتها في كتابة ’القصة القصيرة‘، بمواصفاتها المعروفة، بلغة طازجة ومتميزة (انظر مثلا: ”عالم صغير“ و”الشباب الدائم للألوان“).

تأملوا معي، مثلاً، تدوينتها ”محاولة لترجمة الحياة“. هل يخامركم أدنى شك أن الراوي- ’الأنا السارد‘- هنا هو «رحاب بسام» نفسها؟ في الفقرة الأخيرة من هذا النص نقرأ: ”وعندما لاحظت أستاذتي أنني أنظر لها بتركيز شديد...، اوقفتْ التسجيل وسألتْ: ’في إيه يا رحاب؟‘“. كان بوسع المتابع لمدونة «رحاب»، حتى بدون هذه الإشارة الواضحة، أن يدرك أن «رحاب» تحدثنا في هذا النص عن نفسها. هذا ما يجعلني أقول أن هذا الشكل أقرب إلى ’اليوميات‘.

أشعر هنا ب«رحاب» تسألني: ”طيب وبعدين.. عاوز توصل لإيه؟“ ما أريد أن أصل إليه هو أن ’الراوي‘ في معظم نصوص «حواديت» يتماهى مع ’المؤلف‘ وتشحب الحدود بينهما إلى الحد الذي يجعلنا نقول: هذه «رحاب» تتحدث عن نفسها! هذه نصوص أقرب إلى ’البوح‘ تكتبها أديبة تزداد على مر الأيام تمكناً من أدواتها، بارعة في اجتذاب انتباه قارئها إلى ما تحكيه. (أتساءل هنا هل يشترك الأديب/الأديبة مع الطفل في هذا الاهتمام البالغ بشد انتباه الآخرين إلى ما يقوله؟).

سألت باحثة أدبية شابة، أثق في حسن تقديرها، عن رأيها فيما تكتبه «رحاب»، فقالت لي إن عالم «رحاب» شديد الذاتية، وإنها تنسحب، في رأيها، من ’العام‘ إلى ’الخاص‘. وقلت للباحثة الشابة: المفارقة هنا أن هذا الانسحاب من العام إلى الخاص يعبر عن موقف عام، إن لم يكن لدى غالبية المصريين (الأغلبية الصامتة كما يسمونها) فعلى الأقل لدى قطاع عريض من شبابنا.

هذا، في اعتقادي، سبب رئيسي للتجاوب الواسع الذي تلقاه نصوص رحاب من قراء مدونتها. حين نعود إلى تدوينة ”محاولة لترجمة الحياة“ نجدها تنتهي بالجملة التالية: ”ففتحت فمي فلم يخرج سوى: ’أنا خايفة أوي‘“.

هكذا تترجم «رحاب» ’الحياة‘ (بألف لام التعريف). ترفض رأي بعض المعلقين الذين قالوا إن العنوان واسع على ’القصة‘. تصر على أن هذه ترجمة لـ’الحياة‘. الحياة أصبحت، في إحساسها، مرادفة للخوف (”أنا عادة ما اقدرش أقول غير اللي بحس به“). تعالوا لنرى كيف تجاوب المعلقون، ومعظمهم من الإناث، مع هذا النص:
  • ”تفاصيل جميلة لسرد واقع يومي محفوف بالقلق والتوتر“
  • ”أنا كمان عندي حالة فزع من كل الشوارع. مؤلم قوي إن دي تبقى حالة عامة“
  • ”خوفنا وحذرنا زاد الف مرة.. حتى اصحابي عندهم نفس الإحساس“
  • ”متهيأ لى إنه خوف داخلي أو خوف من الدنيا نفسها“
  • ”قلت اللي أنا بحس بيه..بس يفضل في الآخر احساس بقى رابض جوايا يارحاب، من ’ده‘ مع أشياء أخرى..خايفة أوي“
  • ”عشت القصة بكل تفاصيلها معك.. سيء الشعور بالخوف.. سيء جدا“
  • ”أنا خفت لما قريت كلامك“
  • ”يمكن الخوف كان مالينا من زمان.. بس ما قدرش يخرج غير دلوقتي..أنا بقيت بخاف جدا ومخنوقة من شعور الخوف ده“
  • ”الحياة عن جد مقرفة“
هل رأيتم مدى التجاوب؟ «رحاب»، التي تبدو لنا محارةً بحرية تحتمي بصَدَفتها الصلبة، يتردد صدى كل خلجةٍ فيها في كل المحارات الأخرى المحتمية وراء صَدَفاتها في بحيرة التدوين!

لكن هناك مُعلّقاً آخر يقول: ”حسيت إن الخوف أو (الرعب) بالصورة دي هنا غير مبرر. حسيت إن فيه أسباب تانية غير مكتوبة“. قراءة هذا المعلّق مختلفة في اعتقادي لأنه يحصر نفسه داخل هذا النص وحده، لأنه قرأه كقصة قصيرة مكتملة العناصر، مكتفية بذاتها إذا جاز التعبير.

حين نعود إلى النص لنعرف السبب في كل هذا الرعب الذي استولى على «رحاب» سنجده:
مجموعة أولاد يسيرون خلف وأمام و بجوار مجموعة بنات. ”الأولاد يعاكسون البنات، والبنات يضحكن أو يسرعن أو يتمايلن أو ينهرن الأولاد“.. ”ولد لا يمكن أن يتعدى الثانية عشرة من عمره يشتمهن [بأقذع الشتائم] ثم يجري“.. ”الأولاد أخذوا في الاقتراب أكثر من البنات، والتطاول عليهم بالكلام، والبنات توترن وأخذن في الرد على الأولاد...“

عندئذ، تقول لنا «رحاب»: ”يخفق قلبي بعنف حتى أشعر به يضغط على رقبتي ويكتم أنفاسي“ (تمْثُل في وعيها أحداث ’التحرش الجنسي‘ التي وقعت قبل أسبوع في وسط المدينة).. ثم تقول في النهاية: ”ففتحت فمي فلم يخرج سوى: ’أنا خايفة أوى‘“.

تستخدم «رحاب»، ببراعة، تقنية ’الكولاج‘ (لصق عناصر خارجية تقطع السياق وتبدو في ظاهرها غير متصلة به) لتعميق إحساسنا بالخوف الذي استولى عليها. هذه الفقرات الباردة الروتينية المستمدة، فيما يبدو، من كتاب مدرسي لتعليم الترجمة الفورية، تعمّق بالفعل شعورنا بالإيقاع اللاهث المشحون بالانفعال في هذا النص السردي، وتضفي درامية على شعور الراوية («رحاب») بالتمزق بين هذه ”التعليمات“ المطلوب منها الانصياع لها وبين الواقع الذي تعيشه، بين عملٍ، يقتضي منها أقصى قدر من التركيز والتحكم، وظروفٍ، داخلها وخارجها، تُجْهز على أي قدرة للتركيز والتحكم!

قد تبدو لنا ’استجابة‘ «رحاب» (”انا خايفة أوي“) لـ’المثير‘ (الأولاد الذين يعاكسون البنات) مبالغاً فيها. فهذا مشهد يومي مألوف في شارع «الشيخ ريحان » حيث توجد مدارس للبنين والبنات في سن المراهقة. ولكن هذه الاستجابة تبدو لي طبيعية تماما من «رحاب» كما أعرفها من خلال مدونتها، رحاب التي تقول لنا في تدوينتها ”أن تنسى“: ”أن تنسى هو أن يمضي اليوم بدون أن تتساءل ماذا يفعل ذلك الشخص الآن.... أن تعتاد أن تكون وحدك، أن تقتنع أنك وحدك“...”أن تنسى هو أن تكتشف الصمت، بعد صخب كل تلك الأفكار وكل ذلك الكلام الذي تتمنى أن تقوله“... [هو أن] ”تتوق للعودة إلى المنزل والنوم مبكرا لتنهي هذا اليوم بيدك، لتشعر أن وسط هذا العبث مازال لديك الاختيار بين أكثر من طريقة لإهدار أيامك“. (تخطر لي هنا أبيات لـ«إليوت»: The only hope, or else despair/ Lies in the choice of pyre or pyre/ To be redeemed from fire by fire). كانت رؤية ذلك المشهد هي القشة التي قصمت، في تلك اللحظة، ظهْر ”الخرتيت البمبي البطيء“ وأخرجت كل مخزون الخوف الرابض في أعماقه!

أريد أن أتوقف، في النهاية، أمام تدوينة ”فوضى التكوين“..

أبدأ بـ’الاقتباس الاستهلالي‘ (epigraph) المأخوذ من قصيدة ”أغنية العاشق بروفروك“ للشاعر الإنجليزي العظيم «ت. س. إليوت». أخذت «رحاب» مقطعاً من القصيدة يحدثنا عن ”الضباب الأصفر الذي يحك ظهره على زجاج النافذة“، ”الدخان الأصفر الذي يحك أنفه في زجاج النافذة“، بعد أن ”لعق بلسانه أطراف المساء“. سأتجاسر هنا وأعرض عليكم قراءتي النثرية لهذا المقطع من القصيدة:

ظلمةُ المساء تهبط مختنقةً بالضباب- التشوش وتعذر الرؤية- والدخان- ثمة شيء يحترق!- حيوانٌ أصفر هائل يحاصرنا ويحاول بإلحاح أن يقتحم الدار علينا- يحك ظهره ثم يحك أنفه على زجاج نوافذنا! تتكرر كلمة ”الأصفر“ مرتين فتستدعي في نفوسنا صفرة الذبول وصفرة الموت. لا يريد هذا الحيوان الأصفر الهائل أن يرحل عنا: يتلكأ وهو يدور حول الدار، يترك ”سناج المداخن يسقط على ظهره“ (يستخدم «إليوت» كلمة soot أي السناج أو ’الهباب‘ الحالك السواد)، يغشى السوادُ الصفرةَ فتكتمل الدائرة: ظلمة و تشوش واحتراق وذبول وحزن رابض لا يريد أن يرحل! لا يلبث الحيوان الأصفر الهائل المجلل بالسواد أن يلف جسمه حول الدار- يحاصر الدار- ويروح في النوم! هنا مكانه ومستقره!

هذه هي ’عتبة‘ الدار التي تأخذنا إليها الراوية. هنا لا تستخدم رحاب ’الكولاج‘، القص واللصق المحسوب بدقة وعناية، على نحو ما استخدمته من قبل، بل تقدم عملا أقرب إلى اللوحات المصنوعة من قصاصات متعددة المصادر تبدو، في ظاهرها، دون نسق محدد أو واضح يحكم تشكيلها في اللوحة (patchwork). إنها ”فوضى التكوين“: قصاقيص من هنا وهناك: أصداء حوارات محبطة، و مقاطع وأبيات من قصائد تلح على الذاكرة، ومونولوج طويل متناثر، ممزق ومتلجلج، يمتد بطول النص:
فيرجينيا كانت بتسمع أصوات... [...]
 
حاسة إني تلاجة... مقفولة... ومخزنة الحاجات جواها... وبتفتح حتة صغيرة أوي... تديك حاجات باردة ومالهاش طعم... وكل اللي بتاخده بتبرده وتشيله.
 
عارفه إن إليوت كان في مصحة عقلية؟ [...]
 
’كتابة علاجية؟ هأو أو أو...شي الله يا علاجية!‘ [...]
 
’لأ لأ...حاسة زي ما أكون حتة خشبة ناشفة...عندها استعداد تام للاشتعال في أي لحظة.‘
 
- سامع الصوت ده؟
- صوت إيه؟
- صوتي...وأنا باتفتت...حتت صغيرة...صغيرة... [...]
 
بيقولوا إن مضاد الاكتئاب بيخليكي تقومي من السرير وتروحي الشغل... إزاي يعني؟... [...]
 
دماغي ترابيزة بلياردو... [...]
 
ولما سألوني وإنتي عاملة إيه قلت لهم أنا زي ما أنا...وحسيت إن في صاعقة هتنزل من السما على راسي علشان دي أكبر كدبة كدبتها في حياتي...أنا أكيد مش زي ما أنا... [...]
 
- أنا ماعنديش أحلام بتتكرر...هو بس حلم النمر اللي بيجري ورايا وبيت جدتي في أبو قير اللي بيتحرق.
 
في عمر بيولوجي محدد لجسم الست. [...]
 
تفتكري هنبقى زي الست دي لما نكبر؟... [...]
 
روح العالم يا سيدي إديتني بمبة المره دي... [...]
 
وبعدين قعدت وقت طويل أوي أفكر في المسافات التانية... اللي حطتها واللي لسه باحطها... بيني وبين الناس... بيني وبين نفسي.
تقول الراوية في نهاية مونولوجها المتناثر: ”عاوزه أقف فوق الجبل ده واصرخ بعلو صوتي: ’فلتحل الفوضى على العالم... وليخرس الجميع إلى الأبد!‘“.

تتخلل هذا المونولوج ’قصاقيص‘ مأخوذة من شعراء يحدثوننا عن الزمن الضائع والعمر المهدر والتشوش والزيف والحيرة والعجز عن التواصل: ”فجأة لقيتني في عز حياتي/ ضاعت مني ثواني كتيرة.. [...] والدمع اللي في عيني بيوجع/ مابينزلش.. ومابيطلعش.“ («أمين حداد»)، و”ما بقيتش شايف إيه اللي جاي وإيه إللي فات/ مابقيتش أفرّق ده أزرق ده ولا أحمر رمادي/ ودي كارثة ولا ده وضع عادي..“ («علي سلامة»). يتخلل المونولوج أيضا ’تصريف‘ لفعل ”كان“ (فعل الكينونة verb to be) : ”أنا أكون أنت تكون هو يكون هي تكون نحن نكون أنتما تكونان أنتم تكونون هم يكونون“. هل تحاول الراوية أن تتشبث بكينونتها- بوجودها- وسط كل هذه الفوضى وهذا الزيف وهذه الحيرة؟ هل تحاول أن تعزي نفسها بالقول بأن هذه الفوضي هي حقيقة الوجود والكينونة والتكوين(كلمة ”التكوين“ في العنوان مراوغة وتحتمل معاني كثيرة عند القراءة)، أم تراها تريد أن تقول لنفسها باستنكار: هل هذا وجود ؟ هل هذه كينونة؟!

أترك هذا السؤال مفتوحا، وأتوقف عند ’قصقوصة‘ أخرى مأخوذة من قصيدة لـ«بهاء جاهين»: ”أنا كبايات عصير قصب مليانة ع الآخر أنا كبايات عصير قصب مليانة ع الآخر أنا كبايات....“ تكررها الراوية خمس مرات بدون فواصل، ثم تنشغل عنها بصدى حوارٍ عقيم مع آخر لايفهم، لكنها تعود لتكمل الصورة: ”والخلق ما بتشربش!

ترجع الراوية لتقول: ”أنا بحب الأبيات دي أوي... ودايما لما باقراها باحس إنه بيتكلم عن قلبه... “

يتكلم عن قلبه؟ ربما. وربما أيضا يتكلم عن محنة الشاعر في هذا الزمن: ليس هذا زمان الشعر!

ليس هذا زمان الشعر. ليس هذا زمان تحقيق الذات.هذا زمان الحوارات العقيمة. هذا زمان الطاقات المهدرة والمواهب الموءودة.

من ذا الذي يستطيع أن يزعم لنفسه القدرة على معرفة الآخر، بأي قدر من اليقين، وسط كل هذا الضباب الأصفر؟ كلنا نقيم المسافات بيننا وبين الآخرين وبيننا وبين أنفسنا. كلنا نتمزق إلى قصاصات تتبعثر وتضيع !

هذا ما أقرأه في ”فوضى التكوين“!

أسأل هنا : كم مليونا من شبابنا - إناثا وذكورا- يحسون بأنفسهم ”كبايات عصير قصب مليانة ع الآخر والخلق ما بتشربش“؟

و لا أحد يريد أن يسمع! لا أحد يريد أن يرى!

أتساءل: إلى متى؟!

إلى متى؟!


(المقال القادم: "سامية!")

هناك ٥٢ تعليقًا:

  1. أستاذ عبد الحق... انا كنت بجيلك كتير فى مدونه الشارع السياسى و مافتكرش أنى علقت... أصل الموضوع بيبقى غنى جدا لدرجه تخليك مش عارف تقول أيه.. و لسه بصراحه فاتح موضوع المدونات ده دلوقتى ... طبعا مفيش خلاف على رحاب بسام... بس اللى أنت قولته هو ترجمه صادقه ... و أعتقد كانت غائبه عننا ..أو عنى انا شخصياً ... ترجمعه لكل شعورنا نحو كتابات رحاب

    أقولك حاجه تانيه... لطالما حسيت بالضئاله و انا بقرا كتاباتك... أصلها منظمه أوى و أتمنى لو كنت أقدر أكتب زيها ... يمكن علشان كده كنت بقول للناس انا بكتب بالعاميه علشان توصل للناس... بس بصراحه انا بكتب بالعاميه علشان أدارى خيبتى...أيه الصراحه اللى انا فيها دى

    الممهم ان انا كنت خايف أعلق عندك دلوقتى .. أصل انا نفسى الاقى مكتوب عنًى هنا ... و برضه مش عايز ده يبقى علشان انا مثلا لحوح ... عارف انت الاحاسيس المتضاربه دى... المهم يجد أتمنى انك تزور مدونتى و تقوللى رأيك بجد ... :)

    سلامو عليكو

    ردحذف
  2. الله بجد
    :)
    أحلى "تفصيص" لأجمل حواديت يا أستاذنا
    :)

    ردحذف
  3. ياااه يا أستاذنا دانا غلبان قوي

    قريت البلوج بتاع رحاب بالكامل مرتين أو تلاتة و عمري ما حللت الموضوع بالشكل ده

    ياللا هو أنا لازم أقابل حد من وقت للتاني يحسسني إني حمار عشان "أحفظ مركزي" علي رأي فؤاد المهندس

    ردحذف
  4. طيب...

    بحاول من امبارح ألاقي كلام يعبر عن اللي حسيت به بعد قراءة الكلام ده كله...بس مش لاقية ومش عارفه أبدأ منين

    أولاً، أنا ممتنة جداً جداً للقراءة المتعمقة والتحليل ده...أول مرة من ساعة ما بدأت اكتب حد يدي كتابتي الوقت والاهتمام ده :) اختلف معاك في كام نقطة صغنتتة هنا وهناك...لكن أنا أخدت عهد على نفسي إني ما أحاولش اتدخل في قراءة حد للي باكتبه :)

    وفي حاجات تانية...مش عارفه عرفتها إزاي! :)

    ثانياً، الأبيات من جون دون هي من أحب أبياته لقلبي :)

    متشكرة بجد :)

    ردحذف
  5. بهظ بيه : أولا أشكرك على تقديرك للمقال. ثانيا أعتب عليك قولك انك تشعر بالضآلة أمام كتاباتي. لما كنت في سنك كنت أقرأ لأساتذة كبار جدا ومشهورين جدا عرب وأجانب . لم أشعر بالضآلة أمام أحد منهم. اشعر بالاحترام لهم ممكن.. أشعر بالفرحة وانا باتعلم منهم حاجة جديدة ممكن..وكانت حاستي النقدية دايما يقظة. لازم نقرأ بعيون مفتوحة وعقول مفتوحة . نقبل ما نقتنع به ونرفض ما لا نقتنع به. الشعور بالضآلة عائق للتعلم الحقيقي . لماذا نشعر بالضآلة مادمنا نداوم على التحصيل والتعلم والارتقاء بأنفسنا؟
    بعدين ليه باين عليك خجلان وانت بتقول ان نفسك ان حد يكتب عن مدونتك. الاحتياج الى تقدير الآخرين احتياج أساسي عند كل انسان سوي . كلنا عندنا هذا الاحتياج. بس عايز أقولك ان انا مبكتبش غير بعد معايشة طويلة لمدونات الناس اللى باكتب عنهم. ودا طبعا بيحتاج لوقت ولجهد عشان نعطى للناس حقها. بصراحة أنا كتبت مجموعة المقالات دي عن المدونين دفعة واحدة. وناوي بعد كده آخد استراحة أو أعود للكتابة في موضوعات أخرى قبل العودة مرة تانية أو تالته إلى موضوع المدونات. ربنا يقدرني وأقدر أكتب عن أكبر عدد من المدونين. بصراحة أكتر انا محتاج كمان لبعض الوقت عشان أحس بصدى هذه المقالات. هل أفادت الناس ؟ هل تشعر انت مثلا انها ساعدتك على فهم المدونين دول أكتر؟ محتاج أعرف رأي الناس قبل ما أواصل الكتابة عن المدونات. مرة تانية أشكرك وبلاش تقول لى تانى مرة ضآلة وكلام من النوع ده لأن الكلام ده بيحبطني ويخليني أشعر انكم مش حاسين بعلاقة الزمالة والود اللى بتربطني بيكم

    ردحذف
  6. نور: أشكرك شكرا جزيلا . كلامك طمني ان الجهد اللى بذلته طلع بفايده. شرفتي شارعنا

    ردحذف
  7. زنجي: انت بالذات عتبى عليك أشد. إزاي تقول ياراجل انك قريت مدونة رحاب كلها مرتين أوتلاتة ومخرجتش بنفس النتايج اللى انا خرجت بيها؟ مش معقول انك ماحسيتش مثلا بحنينها للطفولة واحساسها بالخوف من مرور الزمن ورتابة الحياة وتطلعها لتحقيق الذات؟ أنا أحترمك كقارئ مرهف الاحساس بحكم معاشرتك الطويلة للنصوص الأدبية وبحكم ما أجده في كتابتك أنت أيضا. فلا داعي لهذا التواضع الزائد عن الحد. كل اللى عملته انا في كتابتي عن رحاب هو اننى سلطت بعض الضوء على بعض الجوانب الجميلة في كتابتها( استخدامها مثلا للتقنيات السردية المناسبة) واستفدت من شوية المعرفة اللى عندي بالنظرية الأدبية عشان أوصل للآخرين قراءتى لكتابات رحاب وأساعدهم على وضع إيديهم على نقاط القوة والبراعة الأدبية فيها. فيما عدا هذا أتصور انني كنت أعبر عن شعور عام تجاه كتابة رحاب ,وأحاول في الوقت نفسه تفسير هذا الشعور العام. يمكن المقال طال شوية زيادة عن اللزوم لأنني كنت حريص على شرح كل أو معظم المصطلحات اللى استخدمتها عشان ما يبقاش كلامي غامض. يهمني اسمع رأيك في المقال. هل أضاف لفهمك لنصوص رحاب؟ هل طريقة التناول مناسبة؟ هل هناك جوانب أخرى أغفلتها انا وكان يجب أن اتناولها؟ هل المقال أطول من اللازم؟ هل اللغة صعبة أو غامضة؟ أتطلع للآستنارة برأيك. بس ما تزعلنيش تاني وتكتب كلام زي اللى قلته في تعليقك

    ردحذف
  8. حدوته: سأكون صريحا معك إلى أقصى حد
    أولا: لم أسمع بوجود قراءات أخرى لكتاباتك. ولو كنت أعرف مكانها لاستفدت منها بالتأكيد. لم أسمع عن أحد بذل جهدا أكبر وأقل في تحليل نصوصك. وسأكون سعيدا لوعرفت حتى أتبين جوانب الفصور في قراءتى
    ثانيا: اعتقد انني أعطيتك حقك. ضميري مستريح من هذه الناحية. ولولا تقديري لموهبتك لما كتبت عن نصوصك. لايزعجني انك تختلفين معي في " بعض الحاجات الصغنتتة هنا وهناك". أنا أتفق مع أومبرتو إكو في وجود فارق بين مايريد المؤلف قوله او ما يتصور انه قالهthe intention of the author و مايقوله النصthe intention of the text
    وقد قلت لأحد المعلقين على تدوينة سابقة أن عملية الكتابة الأدبية عملية لايسيطر المؤلف سيطرة شعورية واعية على كل عناصرها.. الكاتب في أحيان كثيرة" مايبقاش عارف الكلام ده خرج منه إزاي". هذه هي طبيعة اللغة وطبيعة الكتابة الأدبية . هذا لايعني أن كل القراءات مشروعة. لأ هناك حدود للتفسير . هناك تفسيرات جائرة إذا جاز التعبير overinterpretation
    وأرجو الا يكون عندك اي احساس بأن هناك أي جور أو ظلم أو إساءة تفسير لنصوصك. أنا عملت كل اللى أقدر عليه وسبت نفسي تماما لنصوصك . ويمكن خرجت أحيانا بأحكام لم أكن أتوقعها عندما بدأت الكتابة
    ثالثا : بتقولي إن فيه حاجات مش عارفه أنا عرفتها إزاي . أؤكد لك أن مقالي لا توجد به كلمة واحدة ليست
    مستمدة من نصوصك ومما تكتبينه عن حياتك. طبعا أنا سعيد لأن حدسي طلع صادق.
    رابعا: حكاية الاقتباس المأخوذ عن جون دن. فعلا دي مصادفة غريبة لأني كنت حاطط اقتباس من حد تاني وبعدين غيرته قبل النشر بيومين لما افتكرت جون دن وحسيت ان كلامه " لابس" في الكلام اللى انا عايز أقوله. فيه مصادفات أخري اثناء الكتابة . بس مش حدوشك بيها. وكمان "هذا هو سر الصنعة!"
    خامسا: أشكرك على تعليقك وعلى السعادة التي شعرت بها في قراءة نصوصك والكتابة عنها

    17/2/07 00:59

    ردحذف
  9. يا ترى الاقتباس الأولاني كان إيه؟ أندرو مارفل "لعشيقته الخجولة"؟
    "but at my back I always hear Time's winged chariot hurrying near"? :)

    لأ مفيش كتابات ولا قراءات تانية عن مدونتي...هو أنا ممتنة لك من شوية؟ :)

    لأ طبعاً أنا مش قصدي إن كان في أي جور ولا ظلم :) أنا مؤمنة إن القراءة -مثلها مثل الكتابة - تجربة ذاتية للغاية...يعني كل واحد حر يقرا إيه في اللي أنا كاتباه...وساعات بجد باتخض وبانبهر باللي الناس بتشوفه في اللي أنا كتبته! باتعلم عني وعن الناس حاجات كتير...وإنت عندك حق (يا عبد الحق): ساعات كتير بابقى مش عارفه جبت الكلام ده منين! :)

    خلاص أنا هابطل رغي اهوه...تحياتي وشكري تاني :)

    ردحذف
  10. أستاذ عبد الحق، ما أروعك! الحقيقة التدوينة دي أبهرتني، مش بس عشان أسلوبك الاحترافي المنمق المليان دلالات على معرفة واسعة وذوق رفيع وفكر منظم، ومش لأني لقيت إن من واجبي أشكرك بصفتي واحد من جمهور رحاب بسام لكن كمان عشان عمري ماكلفت نفسي محاولة التعليق عندك من كتر ما بأجد نفسي مش لاقي حاجه أضيفها أو حتى أسأل فيها بعد كل مرة تتحفنا فيها بواحدة من تدويناتك السياسية أو الأدبية.

    ففي المرة دي انت قمت بحاجه كنت منتظرها أو بتمنى إنها تحصل ومش عارف امتى وازاي وفين: تقدير حقيقي بطريقة علمية ومحترفة لواحدة من أروع المدونات باستخدام الأدوات المناسبة

    أشكرك بعمق لأنك جمعت وأبرزت عناصر أو أسرار روعة تدوينات حدوتة بأسلوبك الراقي.

    أنا شخصيا منتظر منك المزيد وبالفعل حاضر في ذهني عدد من أسماء المدونات أتوقع تكتب عنها، لكن أفضل إني استقبل مفاجآتك الجميلة واحدة ورا واحدة. شكرا لك :)

    ردحذف
  11. غير معرف١٨/٢/٠٧ ١٥:٥٧

    شغل جيد فعلا. ولكن، بما أنك تعد بالمزيد وتطلب الرأي، عليّ أن أسجل مآخذي ووساوسي.

    هذه فيما أعلم، أول عروض نقدية جادة لمدونات مصرية، وعربية ربما. أدرك صعوبة ذلك النوعية، وصعوبة أن تبدأ شيئا غير مطروق. فأنت أمام شيء لا يمكن أن تأخذه كجنس أدبي أو شكل كتابي متجانس، ناهيك عن أن تسحب عليه أي قواعد أو سمات لجنس قديم؛ التدوينة بمفردها من ناحية كشيء ربما يكون فوق النص، والتدوين كله كشيء فوق النص بالتأكيد.

    بالضرورة إذا أنا أيضا كقارئ لعرضك، أمامي صعوبة في التقييم. فأنا أمام شيء ليس له معايير بهذا المعنى بعد. أعتقد أنك تؤسس لشيء جديد. تهانئي.

    مآخذي ووساوسي متعلقة تحديدا بجدّة هذه الواسطة، وبخصيصة من صلبها. فنحن إن كنا نكوّن آراءا وقراءات لشعراء وقصاصين لم نرهم أو نعرفهم قط، وربما لم نعرف إلا النذر اليسير عن سيرتهم، نكون مع المدونات غالبا أمام أسماء افتراضية. لا نعرف مدى صدق ما يكتبه أصحابها عن أنفسهم في نقلها لواقع حياتهم. لا نعرف شيئا عنهم سوى ما يكتبونه. ولا يدفعنا إلى قراءتهم فقط ما يدفعنا إلى قراءة الشعر والقصة. ولا حتى جدية أو التزام أفكارهم السياسية، إذا أخذت التدوينة كمقال، أو أن نجد أنفسنا فيها.

    أرى أن تعطي اهتماما أكثر لإنتاج المدونين من هذه الزاوية. حتى أولئك الذين لا يروقون لك، وأولئك الذين لا تعرف عنهم شيئا ولا تعرف من يعرفهم وربما دون أن يكون بينكم علاقة افتراضية حتى. جرّب أن تجعل المدونة وحدها، و’المجهول‘ الذي وراءها، محل دراستك. لا أريد أن أبدو كمن يفرض عليك موضوعات بعينها لكي لا تظن بي الظنون، كل من كتبت عنهم حتى الآن، والذين أخشى أنهم من قبيل "شلتك"، على الإنترنت على الأقل - وهذه آفة كبرى من آفات النقد في بلادنا إذا سمحت لي - يمكن أن تقرأ ما يكتبونه - مع تقديري الكامل له وحفاوتي واهتمامي الدائم ببعضه مثل حواديت رحاب ورنك هبة - خارج الإنترنت. ولكن فيضا من التدوين - لا يبدو أن حركتك على الإنترنت تلتفت إليه - يقع في دائرة المحرمات، هذا الفضاء هو مأواه الوحيد، شريحة أساسية من السكان الأصليين للمدونات محرومة من نظرتك. سرعان ما ترفض هذا أو ذاك لاعتبارات تصب كلها تقريبا في الموقف السياسي وانتمائهم. تتجاهل أنهم بعيدا عن ذلك، لهم شخصياتهم التي تغني تنوع عالم التدوين المصري، وصوتهم أيضا مهما بدا لك مزعجا وغير مقبول أو غير ناضج أو حتى مجرد صدى شرير أو مريض. أنا أتفق معك في نفورك من بعض هذه المدونات، لا أرى بعضها حتى إلا كمدونات كراهية ونشرات دعائية مضادة وغير ذلك ووحوحة عقول معذبة تائهة هاذية مشوّشة. ولكن هل تكمن أهمية القطاع العريض من التدوين إلا في هذا؟ أليس فهم هؤلاء المدونين بفضل نعمة المجهولية التي تجرّدنا كثيرا وتخفّفنا وتسمح حتى بعلاقة من نوع ما قد تستحيل على الأرض، لا علاقة له بحبنا إذا تعلق الأمر بالنقد؟ هؤلاء أيضا، على الأقل إذا كنا نصر على تسييس الموضوع برمته، من شباب بلدك، الذين يسيئهم كثير مما يسيئك وإن تفرقت بكم السبل.

    ردحذف
  12. عزيزي عبدالحق، اعجبني جدا تحليلك لمدونة حواديت، فقط اردت ان اضيف شيئا ان عنوان المدونة مناسب جدا لكل ما تكتبه رحاب بسام فيها، فلا نستطيع ان نقول انها تكتب قصص قصيرة او يوميات او خواطر او اي شيء.

    عندما اقراءها اشعر تماما اني "اسمع" حدوتة، حتى اني احيانا اكاد ان اقول في منتصف القراءة
    "ها وبعدين" :))

    شكرا لك ولها

    ردحذف
  13. حسام : شكرا جزيلا عل تقديرك. يسعدني أن يكون جمهور رحاب راضيا عما كتبت. شرفت الشارع

    ردحذف
  14. R.G.
    سعيد بأنني عبرت عنكم وعن تقديركم لرحاب. شكرا لك ولرحاب

    ردحذف
  15. ورحمه أمى انا مش عارف أمسك إيدى على التعليق على كلام السيد حمكشه
    أنا قلت خلاص مش حأرد على التعليقات اللى بتستفزنى فى أى حته تانى لكن واضح إن ده داء

    بص يا حاج أولا :
    أنا مش عارف أوصل لأى قصد من تعليق سيادتك
    وحاسس كده إن حضرتك لو أعدت قراءة وساوسك ومخاوفك دى اللى حضرتك عبرت عنها حتلاقى إنها مش بتوصل لحاجه خالص
    ياريت تنظم أفكارك بشكل كويس قبل ما تعلق عشان الناس تفهم قصدك

    ثانيا :
    سيادتك بتقول إن "والذين أخشى أنهم من قبيل "شلتك""ردى على الكلام ده إن السيد عبد الحق قال فى الأول خالص
    "قلت أيضا في مقالي السابق: لا تربطني معرفة شخصية بمن أنوي الحديث عنهم. وتقتضيني الأمانة أن أقول إنني سأسمح لنفسي باستثناء واحد هو زميلتنا المدونة «سامية جاهين»."مش عارف إذا
    كنت قريت الكلام ده ولا لأ
    ده بالنسبه للواقع الحقيقى
    بالنسبه للواقع الإفتراضى أنا بأؤكد أن مفيش أى نوع من الشلليه بتجمع الناس اللى اتكلم عنها السيد عبد الحق
    واللى حيتكلم عنها كمان لأن بالبساطه مفيش حاجه بتجمع السيد عبد الحق بيهم غير اللغه المشتركه وأنا عمرى ما سمعت أن اللغه المشتركه مرادف للشلليه ونرجع برضه للى قاله عبد الحق فى التدوينه الأولى
    "لكنني سأوسع هذه المرة دائرة المدونين الذين أنوي الحديث عنهم لتشمل بعض من أختلف معهم في الرأي. كل الذي أرجوه من هؤلاء هو ألاّ يأخذوا كلامي على محمل التجريح الشخصي. فأنا انتقد أفكاراً ومواقف لا تتجسد في أشخاص معينين بالذات. لا أتهم أحدا، وليس بيني وليس بيني وبين أحد من هؤلاء الذين انتقدهم خصومة شخصية. ولن أتحدث، كما سترون، إلا عن زملاء أتصور أن بيني وبينهم، رغم اختلاف الرأي، لغة مشتركة بل ونقاط اتفاق. هناك آخرون لا تجمعني بهم لغة مشتركة ولا أجد جدوى من الحوار معهم. وهؤلاء لن اشغل نفسي بهم."
    معنى كده أن السيد عبد الحق حيتكلم عن الناس اللى ممكن يكون فى إختلاف فى الآراء بس على الأقل فى لغه مشتركه يقدر يوصل بيها رأيه المضاد ليهم

    وفى النهايه أنا معنديش كلام كتير أقوله لأن انا أساسا قلت فى الأول إنى مش عارف أوصل لأى قصد من أى سطر حضرتك كتبته

    أرحم ياللى بترحم !!!

    ردحذف
  16. عبد الحق: أنا مكنش قصدي إني أقول إن المقالة غير مفهومة خالص بالعكس، أظن إن لغتها بسيطة جداً و إن أي حد حيقراها حيفهمها، و أنا برضه مختلفتش مع حضرتك في النتايج اللي حضرتك وصلتلها بالنسبة لرحاب، أنا كان قصدي إني معنديش القدرة الرهيبة دي علي تحليل النص اللي حضرتك بتمتلكها، أما مسألة الحمار فكانت لأني كنت بفكر أكتب عن رواية لواحد إسمه حمدي البطران و لما قريت كلام حضرتك عن رحاب حسيت إني مادام معرفش أحلل نص بالشكل ده فمجرد تفكيري في الكتابة عن شغل حد من يبقي من منطلق إني حمار بس كدا مش أكتر يعني و ربنا يخليك لينا يا أستاذ

    ردحذف
  17. غير معرف٢٠/٢/٠٧ ١٥:٣٤

    طيب يا سهروردي. أنا كنت باختصار باقول، أو عايز أقول، الآتي:
    التدوين مش بس أدب (والنثر من ضمنه) ونقاش عن المقاومة. نقد المدونات محتاج يستفيد من واحد زي عبد الحق خصوصا لأنه مش متشاف بجدية ولا بنظرة شاملة لحد دلوقت.
    ثانيا، إن المدونة أو تعليق هنا أو هناك مش بالبساطة دي في تمثيلها عن المدون أو المعلق.
    المدون اللي مشار ليه مثلا في افتتاحية عروض عبد الحق بإنه بيستخف بالعقول لما ينكر توسعية إسرائيل، له تدوينة بيقول فيها ينصر دينك يا جالوي، لما كان بيهاجم قناة فوكس وبيقول إن حزب الله بينتصر على إسرائيل وإن السلام الأمريكي فاشل ومهين وإسرائيل بتمارس إرهاب دولة. دي نقطة مشتركة بين عبد الحق والمدون دا، اللي ممكن يكون مش ’ملتزم‘ حسب فكرة عبد الحق. مدونين تانيين كتار عملوا شغل جيد في ميادين متنوعة ومختلفة تماما عن اللي مركز فيها عبد الحق كمراقب.

    ردحذف
  18. حكمشة:
    سأحاول الرد في حدود ما فهمته من تعليقك:

    1- أشكرك على ماتضمنه تعليقك من تقدير للجهد المبذول ووصفك له بأنه "شغل جيد فعلا" و "أول عروض نقدية جادة لمدونات مصري.."

    2- فيما يتعلق بالمآخذ والوساوس، لا أخفي عليك انني لم أفهم ما تقصده بقولك: "التدوينة بمفردها من ناحية كشيء ربما يكون فوق النص، والتدوين كله كشيء فوق النص بالتأكيد".
    التدوين يعنى الكتابة سواء في المصطلح العربي أو الاجنبيblogging . والكتابة تنتج نصوصا. قد تكون هذه النصوص أدبية وقد لا تكون.

    مصطلح "النص" مصطلح واسع. إختصاراً للجهد سأنقل لك تعريفاً لمصطلح "النص" في النظرية الأدبية:
    "Text has become the preferred term for referring to a literary or other work (not necessarily linguistic or verbal) stripped of traditional preconceptions about autonomy, authorial control, artistic or aesthetic force, and so on."
    (A Concise Glossary of Contemporary Literary Theory, Jeremy Hawthorn, p. 188.)


    بهذا المعنى فإن المدونات، كل المدونات، تحوي نصوصا. لا أفهم كيف لا تكون قصيدة أو قصة، نشرها أحد المدونين، نصاً وهي موجودة على شاشة الكومبيوتر ثم تصبح نصاً حين أطبعها أنا أو حين ينشرها هذا المدون في مجلة أو كتاب! هل أقول مثلا لأمين حداد أو لعمر مصطفى أو لرحاب بسام أو لمحمود عزت: تدويناتكم ليست نصوصاً يمكن تناولها وتفسيرها بأدوات النقد الأدبي، فهي لا تنتمي، حسبما يقول حمكشة، إلى "جنس أدبي أو شكل كتابي متجانس، ناهيك عن أن تسحب عليه أي قواعد أو سمات لجنس قديم"، وإن تحليلها يقتضي بالتالي الإلمام بعلم جديد، لم يسمع به أحد من قبل، اسمه "علم ما فوق النص"؟! أختصر فأقول إن القصيدة تظل قصيدة والقصة تظل قصة والرواية تظل رواية سواء نشرت في مدونة أو في مجلة أو في كتاب أو على اسطوانة مدمجة. ما يُنشر في المدونات من نصوص أدبية لا يمكن تحليله إلا بأدوات مستمدة من النظرية الأدبية؛ وما ينشر فيها من نصوص أخرى يمكن تحليله بأدوات "تحليل الخطاب" سواء كان الخطاب سياسياً أو غير ذلك.

    3- ربما كنت تقصد ب"فوق النص" ما يسمى بالإنجليزية "hypertext". وفي هذه الحالة اسمح لي أن أقول إن هذه ترجمة قبيحة جدا للمصطلح. يمكن ترجمة هذا المصطلح ب "نص فوق المألوف". فالhypertext يظل text، يظل نصاً، الفارق بينه وبين النص العادي هو وجود إحالات (links) إلى نصوص أخرى بحيث نجد أنفسنا أمام تناص (intertextuality) أي تداخل مع نص آخر أو نصوص أخرى. وليس هناك في النصوص التى تعرضت لها حتى الآن أي hypertext، بمعنى أنه لا توجد روابط (links) في النصوص الأدبية لهبة وإيمان وزنجي والسهروردي ورحاب. هناك تناص أدبي ’عادي‘ في أعمال رحاب حين تستخدم مثلا اقتباساً من إليوت. وقد حللت هذا الاقتباس كما حللت فوق ذلك التعليقات على النصوص. وأظن انني راعيت بذلك "خصيصة من صلب" التدوين.

    4- تأخذ عليّ أنني أقدم قراءة "لشعراء وقصاصين لم نرهم أو نعرفهم قط، وربما لم نعرف إلا النذر اليسير عن سيرتهم، نكون مع المدونات غالبا أمام أسماء افتراضية. لا نعرف مدى صدق ما يكتبه أصحابها عن أنفسهم... لا نعرف شيئا عنهم سوى ما يكتبونه"، وأنا أقول لك إن كل ما يهمني هو ما يكتبونه.. هو نصوصهم. هل رأيت أنت المتنبي أو المعري وعرفت على وجه اليقين كيف كانت تجري حياتهم اليومية؟ لاتهمني على الاطلاق، عند تناول النصوص، هذه الجوانب البيوجرافية. النظرية الأدبية الحديثة لم تعد تهتم بها، ولعلك سمعت عن كتابات رولان بارت ("The Death of the Author") وميشيل فوكو ("What is an Author"). أعرفُ، مثلاً، أن دوستويفسكي كان مصابا بالصرع وأنه كان مقامراً، وأعرف أن مارسل بروست كان مصابا بالربو وأعرف الكثير عن ظروف تنشئته، وأعرف أن فرانز كافكا كان يعمل موظفا في بنك وأن علاقته بأبيه كانت مضطربة وأنه أصيب بالسل ومات به و قرأت أكثر من كتاب عن حياته، ما جدوى هذا كله في تحليل التقنيات السردية والخطاب الروائي لكل منهم؟ هذه أمور تدخل في مباحث أخرى مثل السيّر الأدبية أو دراسات الإبداع والشخصية، ولا علاقة لها في اعتقادي بالنقد الأدبي أو بالنظرية الأدبية. من يعرف أسماء الذين كتبوا "ألف ليلة وليلة" وكيف كانت حياتهم؟ من يستطيع أن يقطع ما إذا كان هوميروس شخصية تاريخية حقيقية أم لا؟ وما هي التفاصيل التي نملكها عن حياته؟ ماذا نعرف، على وجه اليقين، عن حياة إمرؤ القيس؟ هل يمنعنا هذا من دراسة نصوصهم وتحليلها؟ لا يهمني إذا ما كان الاسم الذي يتخذه المدون حقيقياً أو مستعاراً. أنا أنقد النصوص والأفكار ولا أنقد أشخاصاً بعينهم. قلت منذ البداية إنني لا أفتش في ضمائر الناس ولا أبحث عن دوافعهم. ثم أليس الاسم الأدبي (pen-name) ظاهرة معروفة في الكتابة الأدبية والسياسية منذ زمان بعيد؟

    5- المفارقة التي لم أجد تفسيرا لها هي أن حمكشة، بعد كل هذه المآخذ على الأدوات التي استخدمها والوساوس حول جدواها، يريد مني أن أوسّع دائرة اهتمامي لتشمل مدونين آخرين. كيف يا أخي وأنت ترتاب في صلاحية أدواتي وتجد صعوبة في تقييمها؟ حتى لو رضيت بي، على علاتي، كيف أستطيع أن أقوم وحدي بمسح شامل لكل المدونات المصرية الموجودة على الشبكة, كيف أستطيع أن أرصد وأتابع وأحلل، بالطريقة التي أعمل بها، "فيضا من التدوين" على حد تعبيرك؟ ما أفعله الآن هو قصارى جهدي!

    6- نأتي إلى اتهامك لي بالشللية وقولك إنني" سرعان ما ترفض هذا أو ذاك لاعتبارات تصب كلها تقريبا في الموقف السياسي وانتمائهم". هل تستطيع، بالله عليك، أن تدلني على الموقف السياسي لإيمان ثابت أو هبة أو رحاب بسام؟ أنا لا أعرف شيئا عن انتماءات لهن أو حتى عن اهتمام حقيقي بالسياسة لدى أي منهن، وسأكون ممتنا لك لو دللتني! حتى زنجي والسهروردي لا أعرف على وجه واضح ومحدد حقيقة انتمائهما السياسي! يُعجبان بما أكتب ويُقدّرانه؟ نعم! ولكنهما يُعجبان أيضا بكثير من المدونين الآخرين الذين أختلف معهم في الرؤية بقدرأو بآخر. لم أستوضح موقفهما السياسي قبل الكتابة عنهما. لقد وُلد الناس أحراراً يا أخي! ثم انني لم أنشر "برنامجا سياسيا"، ولم أقل في يوم من الأيام "من ليس معي فهو ضدي"، حتى أعرف من يدخل في "الشلة" ومن يقف ضدها. قلت أكثر من مرة : "ليست هناك حلول جاهزة" وإن "أحدا لايملك رؤية شاملة ومكتملة" وإن "قضايانا بالغة التعقيد وتقتضي النظر اليها من زوايا متعددة وتفتح الباب أمام اجتهادات شتى". قلت كذلك إن الإبداع الفني له خصوصيته وأن الفن أقوى من أي إيديولوجية، وإنني أدمن، مثلا، قراءة إليوت، الكاثوليكي الذي اتهمه كاتب مثل لويس عوض بالفاشية، وكافكا الذي قال عنه صديقه ماكس برود إنه غازل الفكرة الصهيونية أو تعاطف معها. أعجب بهما أشد الإعجاب رغم انهما على طرف نقيض مع رؤيتي السياسية. لكنك لم تقرأ ما كتبته أو لا تريد أن تصدقه. هذا شأنك! من حقي يا أخي أن أكتب عمن أحب الكتابة عنهم. هذا شأني! يبدو أن العرب الذين قالوا قديما "لا مشاحة في الذوق" كانوا أكثر ليبرالية من بعض الليبراليين المحدثين! ثم، هل عاب أحد على إليوت، مثلا، اعجابه ب "الشعراء الميتافيزيقيين" وتأثره بهم وصدوده، في الوقت نفسه، عن الشعراء الرومانتيكيين؟ هل عاب أحد على ناقدنا الراحل علي الراعي أنه لم يتناول في كتاباته أعمال يوسف السباعي أو إبراهيم الورداني أو أرماني عزيز أرماني أو "كاتب الشباب" الذي كان يملأ جدران القاهرة بشعارات الدعاية لمؤلفاته؟!

    لقد أحسنت أنت اختيار الكلمة: "وساوس"!

    ردحذف
  19. غير معرف٢٠/٢/٠٧ ١٨:٢٥

    لا، لم أكن مشغولا بترجمة hypertext التي يترجمونها بالفعل "نص فائق"، كانت أمامي أكثر كلمة "meta"، ولكنها لم تكن ترجمة لأي مصطلح على أي حال.
    أنت فهمت عكس ما أقوله بالضبط، أقول إنك لم تلتفت إلا للنص، وليس هذا عيبا على الإطلاق، رغم أن التدوين أكثر من ذلك. لم تلتفت لكيف تدار وتخلق المعرفة والمحتوى مثلا على المدونات. كل ما أردته هو لفت نظرك من أجل التدوينات القادمة! أتكلم عن النص هنا بالمفهوم التقليدي الأكثر تحديدا، ما تفضلت بشرح أنه يمكن طبعه!

    والأدب أيضا أتكلم عنه بمفهوم تقليدي، كثير من النصوص القديمة أصبحت تحال لخانة الأدب والتراث الأدبي رغم أنه لم يقصد منها هذا ولم تؤخذ هكذا في حينه وحتى وقت طويل.

    طبعا، وبالبداهة، شعر عمر مصطفى على مدونته يظل شعرا، قصص رحب تظل قصصا! لا أحد يناقش هذه الفكرة إطلاقا!

    فهمت العكس أيضا عندما تكلمت عن المجهولية. كلامي بالضبط هو عكس ما فهمته، اهتم بالمدونين المجهولين أكثر، هناك تجربة أكاديمية جرت في العشرينيات أو الثلاثينيات عرضت نصوصا مجهولة لكتاب مشاهير على مجموعتين، كانت إحداها جاهلة بكون هذه قصة فلان أو علان. النتيجة أن الكلام اختلف كثيرا. لذا أنا معك تماما في كلامك عن عدم أهمية السيرة الذاتية خصوصا هنا حيث لا أسماء في الأصل.

    تقول إنك تحب كافكا رغم تعاطفه مع الصهيونية؟ يا أخي هذا كافكا! لا يمكنك أن تهمشه كما تهمش - من اهتمامك ومدونتك - عشرات المدونين الذين يعبرون بطرق أخرى.

    هناك ما يسمى بعرض كتاب وعرض ألبوم موسيقي وعرض فيلم. عرض المدونة هو ما وجدت أنك تبدأ في عمل رائد بخصوصه، يصف محمود شاكر في مقدمته لتحقيق دلائل الإعجاز عبد القاهر الجرجاني بأنه كان يؤسس شيئا جديدا لكنه كان يتوسع ويطور كما لو كان موضوع كتابه قديما واضحا راسخا. لم أشكك في أدواتك إطلاقا، أنت استخدمت أدواتك في محلها، وإنما قلت أن تسحب اهتمامك للتدوين على اتساعه، لا أن تجري أي مسح!

    يا أخي ببساطة أكثر أنا لم أكن لأقول كل هذا الكلام لولا أنني مهتم برأيك في الظاهرة التي تقول إنها تجدد شبابكّ! فلا تشكيك ولا اتهام ولا يحزنون.

    ردحذف
  20. كلام جميل عن حد جميل

    بجد
    شكرا لأمتاعنا..أنت ورحاب

    ردحذف
  21. رحاب كانت من اوائل المدونين اللي قريتهم اسلوبها فعلا كان بيعجبني جدا لدرجة اني اول يوم عرفت فيه التدوينة بتاعتها خلصتها كلها في نفس القعده حسيت كتير انها بتعبر عني و لما كانت بتقول على الحاجات اللي بتشيلها في شنطتها حسيت انها شنطتي فكتبت انا كمان ورقة صغيرة عليها انا مش هكبر ابدا بجد رحاب اكتر واحده تستاهل القراءة دي

    ردحذف
  22. I didn’t even know that I could appreciate hadouta’s work more until I read your analysis. I think true creativity is always a giver, when you think you grasp it all, it surprises you with more beauty. Thank you for using your expert eye shedding the light to make it even prettier.
    I even learned more about myself reading your analysis to hadouta and found more reasons why I love her work so much. Thanks again.

    ردحذف
  23. الله عليك يا أستاذنا، أنا صحيح ما قريتش لرحاب من زمان، لكن انا مؤمن جدا بان النقد ممكن لوحده يبقى ابداع موازي وعشان كده ممكن استمتع واتذوق واستفيد من النقد حتى لو ما قريتش النص المنتقد!
    وعموما الكلام عن تقنيات السرد كان مفيد وموحي جدا لي على الأقل على اساس اني بعتبر نفسي بكتب قصة...
    شكرا ليك

    ردحذف
  24. غير معرف٢٤/٢/٠٧ ١٥:٢٤

    أستاذ حمكشة و بالطبع أستاذ عبد الحق
    تعجبنى الخفة و الرقة فى كتابات رحاب بسام و لونها الوردى الجميل
    و أرى أنه من الممكن ترك الفرصة لتكتمل أعمال عبد الحق فيما يريد قوله عمن يريد من المدونين لنصل الى نتيجة منطقية من هذه التجربة الجديدة فى المدونات
    أتابع التدوين منذ أكثر من عام و ألاحظ تجمعات المدونين و أترك تعليقات أحياناً
    أول ثلاث مقالات عن المدونين (بالمقالة القادمة عن سامية) هى لمجموعة مدونين متقاربة من بعضها, شلة قريبة من بعضها و هذا ليس غريباً , و غير مضر أيضاً , الانسان يبحث دائماً عن تجمع يحتويه , تحيزات الأصدقاء مطلوبة فى الحياة و فى التدوين
    اذا كان الحديث سيستمر هكذا داخل مجموعة الأصدقاء فبالتأكيد ستنتهى صلاحيته بعد التدوينة الرابعة أو الخامسة على أقصى تقدير
    أما الحديث عن النص الفائق و العالى و المتوسط فلا أعلم دخله بما نتحدث عنه و رأيته خارج نقاط الحديث أو النقاش الدائر بل و رأيتها سفسطة خارج السياق
    قرأت أيضاً ما كتبه عبد الحق عن السهروردى و زنجى , و فهمت الآن فقط ما المقصود بسخونة و حماس السهروردى من خلال تعليقه هنا الغير لائق على الاطلاق
    دعونا من العصبية و القبلية , لم اجد فى تعليق حمكشة أى شئ يستدعى تلك اللهجة التى خاطبه بها السهروردى
    و لتختف حدة النقاش قليلاً يا اخوان
    عذراً عما استهلكته من مساحتك يا عبد الحق

    أحمد عبد المجيد

    ردحذف
  25. توتة توتة: لاشك أن رحاب " تستاهل القراءة دي". إحساسك بأنها تعبر عنك، وهو ما قاله أيضا كثيرون غيرك، يؤكد ذلك. شكرا لزيارتك

    ردحذف
  26. :WALAAZ
    شكر جزيلا لك ، وشكرا لنصوص رحاب الجميلة التي أعطتني الفرصة لكي أشعر بكل هذا التجاوب الصادق. تشرفت بتعليقك

    ردحذف
  27. Shera
    ربما كان تعليقك وتعليق زميلنا المدون أحمد الشمسي هما أكثر ما أسعدني من تعليقات. تقولين إن نصوص رحاب بدت أجمل بعد قراءتك لمقالي، وإنه ساعدك على معرفة المزيد عن نفسك وعلى فهم المزيد من الأسباب التي تجعلك تكنين كل هذا الحب لكتابات رحاب. . وهل لي أن اطمح إلى ماهو أكثر؟ لا أجد من الكلمات ما يوفيك حقك و يكفي لشكرك على كل هذا التقدير

    ردحذف
  28. أحمد الشمسي: أسعدني جدا تعليقك. أن يكون لما أكتبه هذا الأثر فهذا غاية ما يمكن أن يطمح إليه كاتب . دافعي الوحيد إلى الكتابة هو شعور ملح بالواجب . وأن تجد كتابتى هذا الصدى الطيب لدى مبدع مثلك فهذا لا يطمئنني فحسب بأن جهدي لم يذهب سدى, بل بقنعني أيضا بأن الأمانة، و الصدق مع النفس والحس الموضوعي المجرد من الأهواء، لانزال قيما حية في نفوس الشباب. شكرا جزيلا يادكتور. شَرُفتُ بتعليقك

    ردحذف
  29. هذه كتابة تستحق الاحترام والانحناء

    ليس عندي شك في أنك قامةٌ وقيمة في مجال النقد الأدبي، مثلما أنك كاتبٌ متمكن في العلوم السياسية.. حيرتني يا عبد الحق

    ظننتك في البداية سياسياً يملك من الوعي والحماسة والنضج ما يفيض به على القراء وزوار المدونات، فإذا بك تقدم قراءة عميقة ورصينة للمدونات والمدونين الذين اخترت منهم من ترى أنه يستحق الكتابة عنده، استكمالاً لمشروع نقدي يستحق النشر في كتاب.. لو كانوا يعلمون

    أقول لك الحق: لا يشاركك في هذه الموسوعية إلا نفر قليل في عالم التدوين، ومن بينهم الصديق الدكتور أسامة القفاش. لقد قرأت تدويناتك فلم أجد أحداً يهتم مثلك بالتدقيق والتوثيق والإحالات إلى المصادر والمراجع المعنية، فضلاً عن سلامة لغتك العربية.. فلا خطأ في التعبير ولا خطيئة في النحو

    لا شك أنني أعرفك أو قرأت لك يا صديقي كتاباً أو كتباً. فالذي يكتب بمثل هذا الأسلوب وتلك الموضوعية والجرأة لا بد أن يكون أحد الذين أثروا حياتنا بأعمال جديرة بالتقدير والامتنان

    لا يهمني أن أعرف.. المهم أنني أحترمك بشدة

    ردحذف
  30. مقرتش كل اللى انت كتبته عن رحاب لسة.. ومتبحرتش فى مدونتك لسة ولكننى اكاد اجزم انك جامد اوى:) النقد فى منتهى الدقة والوعة والعمق.. استغرب من قدرتك على السرد بهذا العمق واحسدك حسد ايجابى . .فى انتظار المزيد وسأحاول ان اجاريك قراءة فى الغنى الفاحش فى الاسلوب والنقد

    ردحذف
  31. غير معرف٢٨/٢/٠٧ ١١:٣٠

    إلى أنونيموس: الكلام الذي له معنى هنا ليس عن الهايبرتكست ولكن عن السايبرتكست، هناك مناقشة للفرق في هذا المقال الجامع القيم عن الأدب السيبري، والذي أقوم حاليا بترجمته للعربية. يقيني أن الكلام به ثغرة كبيرة بدون الحديث عن التدوينات والمدونات التي تناقش هنا باعتبارها أدبا سيبريا. عموما، سأعلق على عروض عبد الحق بالتفصيل في موضع آخر لاحقا، بخصوص هذا التناول.

    ردحذف
  32. أخي العزيز ياسر ثابت: غمرتني بفيض كرمك وفضلك. تطوق عنقي دائما بأفضالك. شكرا جزيلا

    ردحذف
  33. tigeress
    شكرا جزيلا لتقديرك الذي اعتز به. آمل تنال مدونتنا إعجابك . تشرفنا بزيارتك

    ردحذف
  34. مفيش خلاف على اميره الحواديت و تاثيرها
    و وجودها فى زمن محتاجين فيه الحواديت اكتر من اى حاجه

    اولا اسمحلى اشكرا جدا مرتين
    رغم انى فاكره انى قريت مدونه رحاب كلها لما وصلتلها من سنه تقريبا و عجبتنى

    الا ان قرايه حاجات تانى كان ليها مذاق مختلف
    احساسك نفسه بيها مختلف و باللى عديته خلال الفتره دى
    و مع اسلوبك و تقطيعك و قرايتك فى اللى جوه اللى كتاباتها و اللى اتفاعلوا معاها

    حلو بجد يا عبد الحق
    معرفش ليه فكرتنى برجاء النقاش
    انا باحب اسلوبه فى النقد الادبى

    دى اول بوست من بوستاتك عن التدوين و المدونين
    اقراه و مش حيكون الاخير

    ردحذف
  35. دنانير: شكرا جزيلا لتقديرك الذي أعتز
    به. تشرفنا بزيارتك. آمل أن تنال بقية مقالاتي عن المدونين قبولك . شكرا مرة أخرى

    ردحذف
  36. نقد رائع يا استاذ عبد الجق
    عايز حد يكتشفني زيك كدة:))))))))))

    جميل انه يبقى لينا اصدقاء بالشكل ده

    ردحذف
  37. ان معظم شركات رش المبيدات ومكافحة الحشرات يستخدمون مبيدات ضئيلة فتكون ضاره على الصحة وضاره للبيئة وذلك لان معظم الشركات كل ما يهما هو جنى وربح المال فقط ولا يبالون ولا يهتمون بصحتكم ولاننا نعرف جيدا ما تسببة المبيدات الضئيلة السعر من مخاطر وامراض لذلك نقدم لكم افضل شركة مكافحة حشرات بالدمام فهى من اقوى الشركات التى تتواجد فى المملكة فهى تمتازعن غيرها من الشركات الاخرى وذلك لانها تستخدم مبيدات واجهزة امنة تماما على الصحةوتحت اشراف وزاره الصحة السعودية وكما ان لها فروع اخرى فى جميع انحاء المملكة واليكم البعض منها لمن يريد التواصل مع الشركة وطلب الخدمة ولكل من يامل بالعيش فى بيئة صحية خالية تماما من الحشرات والمبيدات الضارة
    شركة رش مبيدات بالخبر
    شركة مكافحة حشرات بالخبر
    شركة رش مبيدات بالدمام
    شركة مكافحة النمل الابيض بالدمام
    وليس ذلك فقط هو ما يميز الشركة بل ان الشركة تمتاز بان ها فروع اخرى فى التنظيف فهى تتولى كافة اعمال النظافة فتقوم بتنظيف الفلل والقصور والشركات والمستشفيات وبيوت الشعر والحدائق والمسابح فاذا كنتم تريدون ان تحصلو على النظافة المثاليه فقط قوموا بالتواصل مع شركة تنظيف بالدمام وشركة تنظيف بالجبيل ياتى لكم فريق جاهزمن الشركة يتولى كافة اعمال التنظيف
    للتواصل مع الشركة وطلب الخدمة
    جوال رقم0558973863

    ردحذف
  38. شركة تنظيف بالاحساء
    ان النظافة تعتبر من الضروريات الهامه فى حياتنا ولذلك نحن فى شركتنا نهتم بتنظيف كل كبيرة وصغيرة فى المنزل وذلك لاننا ندرك اهمية النظافة وذلك ايضا لان عدم التنظيف يؤدى الى الاصابة بالامراض المتعددة بلاضافة الا ان قله التنظيف يجعلنا نشعر دائما بعدم الراحة والشعور بالتعب وعدم القدرة على العمل فاذا كنتم تريدون تنظيف المنزل فما عليكم سوى التواصل مع شركتنا ونحن سنتولى كافة اعمال النظافة وذلك لاننا لدينا فروع فى كافة اعمال النظافة
    شركة تنظيف منازل بالاحساء
    شركة تنظيف فلل بالاحساء
    شركة تنظيف شقق بالاحساء
    شركة تنظيف مجالس بالاحساء
    شركة تنظيف كنب بالاحساء
    وهذا ليس كل ما تقدمة شركتنا فقط ولكن شركتنا تختص فى العديد من المجالات الاخرى فكل ما تحتاجة من خدمات عميلنا العزيز سوف تجدة من خلال الاتصال والتواصل بشركتنا واليكم مجالات شركتنا
    شركة مكافحة حشرات بالاحساء
    شركة رش مبيدات بالاحساء
    شركة مكافحة النمل الابيض بالاحساء
    شركة كشف تسربات المياه بالاحساء
    شركة عزل خزانات بالاحساء
    شركة عزل اسطح بالاحساء
    للتواصل مع الشركة ومعرفة المزيد يرجى الاتصال على الارقام التالية
    جوال رقم 0558973863







    ردحذف
  39. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  40. • شركة تنظيف خزانات بمكة:
    • لا شك أن استخدام خزانات المياه له أهمية كبيرة حيث يتم توفير المياه في الخزانات من أجل استخدامها عند الحاجة نظرا لندرة المياه وصعوبة الحصول عليها في بعض الأماكن ولكن تكمن أهمية تلك الخزانات في احتفاظها بالمياه التي تستخدم في الشرب والطهي والاستحمام وضروريات الحياة اليومية لذلك من الضروري جدا الاهتمام بنظافة تلك الخزانات لأنها إذا كانت غير نظيفة تسبب تلوث المياه الموجودة بداخلها وتعرض أصحابها إلى المشاكل الصحية ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى عدم نظافة الخزانات هو تراكم المياه بها لأنه مع الوقت تتراكم الأملاح الموجودة في المياه على جوانب الخزان ومع الوقت تتلوث المياه الجديدة وتتغير الخواص الخاصة بها ولكن مع شركة تنظيف خزانات بمكةيمكن الحصول على خدمة تنظيف الخزانات وضمان جودة المياه الموجودة في داخل الخزان حيث يقوم فريق العمل بتنظيف الخزانات وفرك الجوانب والأرضيات والتخلص من الترسبات العالقة عليها وبذلك تعود الخزانات نظيفة ويمكن الاعتماد عليها في الاحتفاظ بالمياه بشكل آمن.
    شركة تنظيف الخزانات بجده
    شركة نظافة خزانات بجدة
    أفضل شركة تنظيف الخزانات بجده
    شركة تنظيف خزانات بجده
    تنظيف خزانات بجده
    شركة اصلاح خزانات بجدة
    شركة صيانة خزانات بجدة
    شركة تطهير خزانات بجدة
    شركة غسيل خزانات بجدة
    شركة تنظيف خزانات بمكة
    شركة نظافة خزانات بمكة
    شركة غسيل خزانات بمكة
    شركة صيانة خزانات بمكة

    ردحذف
  41. شركة نقل أثاث بالطائف
    شركة نقل عفش بالطائف تقدم لكم مراحل نقل العفش
    تبدأ مرحلة النقل عندما يتعرض العميل لعملية نقل لمدينة أخرى أو لمنزل أكبر وأفضل وهنا يحتاج لمن يمد له يد المساعدة لتجميع وتغليف جميع قطع العفش الخاصة به وتنزيلها ونقلها بسارة خاصة لمكان إقامته الجديد وهنا يقوم بالاتصال بنا
    شركة نقل عفش بالطائف
    http://www.service-town.com/transfer-company-in-taif/

    ردحذف
  42. شركة نقل عفش بمكة
    شركة نقل عفش بمكة هي شركة تستطيع أن تقدم لجميع عملائها خدمات متعددة حيث توفر شركة نقل أثاث بمكة جميع الفنيين المتخصصين في صيانة وفك جميع الأجهزة الكهربائية والغرف الخشبية وغيرها وتغليفها بطريقة سليمة وآمنة وحديثة فى نقل العفش بمكة أفضل شركة متخصصة فى نقل الاثاث بمكة والى جميع مدن المملكة العربية السعودية ونقدم أسعار رخيصة وممتازة فى أرخص شركة نقل عفش بمكة .
    أفضل شركة نقل عفش بمكة
    http://www.service-town.com/transfer-company-in-makkah/

    ردحذف
  43. <a href="https://www.forsanriyadh.com/%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a9-%d8%b9%d8%b2%d9%84-%d8%ae%d8%b2%d8%a7%d9%86%d8%a7%d8%aa-%d8%aطرق عزل الخزانات بالرياض</a>

    ردحذف
  44. عمليات نحت الجسم في تركيا
    أظهرت تجارب عمليات نحت الجسم في تركيا أن عيادات التجميل في تركيا اسطنبول هي الأبرز من حيث الجودة وأن أسعار عمليات التجميل في تركيا
    عمليات نحت الجسم في تركيا

    عمليات نحت الجسم في تركيا
    منخفضة جدًا مقارنة بالدول الأخرى التي تتخصص في عمليات التجميل.

    ردحذف
  45. السلام عليكم، أريد إبلاغ أي شخص يقرأ هذا ويهتم بالحصول على قرض من شركة موثوقة، يرجى الاتصال بهذه الشركة وإبلاغها بالتفاصيل التي سأدرجها أدناه واتبع كل ما يُطلب منك القيام به وسوف تحصل عليه قرضك لأنني حصلت على قرضي منهم ولهذا السبب أفعل ذلك أيضًا لمساعدة أي شخص في حاجة ماسة إلى قرض. تواصل معهم عبر البريد الإلكتروني: (contact@sunshinefinser.com) أو WhatsApp: +919233561861

    فاطمة.

    ردحذف