أنا مش تبع مخلوق يا سيدنا البيه .. أنا حُر في إللي يقول ضميري عليه .. وإن كنت تُحكم جوا ملكوتك .. الشارع الواسع فاتح لي إيديه .. (صلاح جاهين)
٢٦ ديسمبر ٢٠٠٥
لآلئْ أهْل الخِرْقَةْ (بهاء جاهين)
٢٢ ديسمبر ٢٠٠٥
الجمعة والسبت في ساقية الصاوي
١٦ ديسمبر ٢٠٠٥
هل انتهى ’العُمر الافتراضي‘ للوطنية؟ (1)
أليس من الجائز أن يكون العالم قد تغير إلى الحد الذي يستوجب اختفاء ’الوطنية‘، ويجعل من ’السيادة الوطنية‘ و’المصالح الوطنية‘ مجرد أثر من آثار الماضي.. مجرد كلمات مُنتهية الصلاحية، في عصر ’العولمة‘ و’القرية الكوكبية‘؟
لكن كيف يمكن للوطنية أن تختفي من عالم يتأجج فيه صراع المصالح والقوميات؟
ألا يَجْدُر بنا، قبل الحديث عن الوطنية وجدواها أو عدم جدواها، أن ننظر إلى الصورة بكل أبعادها محاولين النفاذ إلى حقيقة ما يجري في العالم من حولنا وما يدور فيه من صراعات؟
ماذا تقول لنا صورة العالم الآن؟ هل تقول إن ’الوطنية‘ قد اختفت وإن دور ’الدولة الوطنية‘ قد أصبح في ذمة التاريخ؟ أم تقول شيئاً آخر؟
ماذا تقول لنا مثلا الوثائق الرسمية الأمريكية وتوصيات المفكرين الإستراتيجيين للمؤسسة الأمريكية الحاكمة عن حقيقة مخططاتهم للمستقبل؟ وهل كانت أحداث 11 سبتمبر حقاً نقطة البداية فيما يشهده العالم الآن؟
أسئلة هامة يطرها «عبد الحق» في "الشارع السياسي" ويحاول الإجابة عليها إجابات مدققة وموثقة.
١٣ ديسمبر ٢٠٠٥
صدور الجزء الأول من الأعمال الكاملة للشاعر الكبير «فؤاد حداد»
طُرحت في الأسواق منذ أيام أولى ثمار مشروع نشر الأعمال الكاملة للشاعر الكبير «فؤاد حداد» في ثمانية أجزاء والذي تتبناه، منذ فترة، الهيئة العامة لقصور الثقافة بالتعاون مع أسرة الشاعر.
يحمل الجزء الأول عنوان «مصر» ويضم ثلاثة دواوين هي: "من نور الخيال وصُنع الأجيال في تاريخ القاهرة" و"كلمة مصر" و"المسحراتي"... التفاصيل >>
٢٨ نوفمبر ٢٠٠٥
والدموع فين الدموع دلوقتى
© 26 Nov 2005 REUTERS/Abed Omar Qusini
كنت مش قابل أكيد مش قابل
يدبحوا الشجر اللي كان والدي
يدبحوا الشجر اللي كان طيني
يدبحوا الشجر الفلسطيني
فؤاد حدّاد
٢٧ نوفمبر ٢٠٠٥
ست الحُسن (بهاء جاهين)
"...من قصيدة "ست الحُسن" للشاعر بهاء جاهين في ديوانه "كوفية صوف للشتا" الصادر عن دار ميريت في 2003.
قابليني في الشبورة في دولاب الهدوم
وأنا بابكي في الملايات وفي الفساتين
أنا من زمان وأنا بافتح الجرانين
وباتوه من العناوين
أنا من زمان وأنا بافتح المَنْدَّل
ما بشوفش غير مَنْزَّل
أنا من زمان وأنا بافتح الكوتشينة واقرا تنوة الفناجين
ما بشوفش غير شارع لا بيوَصَّل
ولا بأقابلك فيه..."
القصيدة كاملة هنا
١٤ نوفمبر ٢٠٠٥
١٣ أكتوبر ٢٠٠٥
جدول بالعروض الفنية في القاهرة خلال شهر رمضان
- السيرة الهلالية: عبد الرحمن الأبنودي وسيد الضوى (بيت السحيمي)
- الفنان علي الحجار وفرقته (الهراوي)
- عرض عرائس الليلة الكبيرة (وكالة الغوري)
الأربعاء 12 أكتوبر - 9 رمضان
- فرقة وسط البلد (ساقية الصاوي)
- السيرة الهلالية: عبد الرحمن الأبنودي وسيد الضوى (بيت السحيمي)
- فرقة أساتذة الطرب محسن فاروق (الهراوي)
- أوركسترا الآت النفخ قيادة د. طارق مهران (قصر الأمير طاز)
- عرض عرائس الليلة الكبيرة (وكالة الغوري)
- تخت شرقي ونجوم الأوبرا (قبة الغوري)
الخميس 13 أكتوبر - 10 رمضان
- شعر: بهاء جاهين، إنشاد ديني: الشيخ عبد النبي الرنان (مسرح الجنينة)
- نغم مصري (ساقية الصاوي)
- السيرة الهلالية: عبد الرحمن الأبنودي وسيد الضوى (بيت السحيمي)
- الفنان إبراهيم الحفناوي وفرقته (الهراوي)
- فرقة أنغام الشباب وتحت 18 سنة (قصر الأمير طاز)
- عرض عرائس الليلة الكبيرة (وكالة الغوري)
- الفنانة مها البدري وفرقتها (قبة الغوري)
- ليلة كلثومية (قصر المانسترلي)
الجمعة 14 أكتوبر - 11 رمضان
- سيرك: فرقة الأصدقاء، إنشاد ديني: الشيخة صباح (مسرح الجنينة)
- حفل موسيقي غنائي: محمد كاظم (ساقية الصاوي)
- السيرة الهلالية: عبد الرحمن الأبنودي وسيد الضوى (بيت السحيمي)
- كورال جمعية الصعيد (الهراوي)
- فرقة أنغام الشباب وتحت 18 سنة (قصر الأمير طاز)
- عرض عرائس الليلة الكبيرة (وكالة الغوري)
- فرقة التخت العربى: ياسر معوض (قبة الغوري)
- الفنان مجد القاسم وفرقته (قصر المانسترلي)
السبت 15 أكتوبر - 12 رمضان
- حكاية: رمضان خاطر، موسيقى: إيقاعات خميس حنكش (مسرح الجنينة)
- افتكاسات (ساقية الصاوي)
- السيرة الهلالية: عبد الرحمن الأبنودي وسيد الضوى (بيت السحيمي)
- ليالي للموسيقى العربية (الهراوي)
- فرقة النيل للآلات الشعبية (قصر الأمير طاز)
- عرض عرائس الليلة الكبيرة (وكالة الغوري)
- الفنان نسمة عبد العزيز وفرقتها (قبة الغوري)
الأحد 16 أكتوبر - 13 رمضان
- موسيقى: فرقة الطنبورة البورسعيدية و فرقة روحنة (مسرح الجنينة)
- أغاني مصرية معاصرة: مصطفى محمود وفريق الوعد (ساقية الصاوي)
- السيرة الهلالية: عبد الرحمن الأبنودي وسيد الضوى (بيت السحيمي)
- رحالة: حسام شاكر (الهراوي)
- فرقة النيل للآلات الشعبية (قصر الأمير طاز)
- عرض عرائس الليلة الكبيرة (وكالة الغوري)
- فرقة بنات النيل (قبة الغوري)
- الفنان جوليان جلال الدين (قصر المانسترلي)
الإثنين 17 أكتوبر - 14 رمضان
- حفل موسيقي: ليلة سيد درويش (ساقية الصاوي)
- السيرة الهلالية: عبد الرحمن الأبنودي وسيد الضوى (بيت السحيمي)
- شرقيات: فتحي سلامة (الهراوي)
- فرقة التنورة (قصر الأمير طاز)
- عرض عرائس الليلة الكبيرة (وكالة الغوري)
- فرقة ليالي للموسيقى العربية قيادة عمرو ناجي (قبة الغوري)
الثلاثاء 18 أكتوبر - 15 رمضان
- شعر: إبراهيم عبد الفتاح، غناء وموسيقى: وجيه عزيز (مسرح الجنينة)
- جابي ومامس: موسيقى شرقية و لاتينية (ساقية الصاوي)
- السيرة الهلالية: عبد الرحمن الأبنودي وسيد الضوى (بيت السحيمي)
- فلامنكا: موسيقى أسبانية ولاتينية (الهراوي)
- فرقة التنورة (قصر الأمير طاز)
- عرض عرائس الليلة الكبيرة (وكالة الغوري)
- الفرقة القومية العربية للموسيقى قيادة سليم سحاب (قبة الغوري)
- مجموعة اوركسترا الحجرة (قصر المانسترلي)
الأربعاء 19 أكتوبر - 16 رمضان
- شعر: تميم البرغوثي، غناء وموسيقى: عبير صنصور (مسرح الجنينة)
- عاطف متقال: حفل فولكلور صعيدى (ساقية الصاوي)
- الإسماعيلية للآلات الشعبية (بيت السحيمي)
- الدور الأول (الهراوي)
- الإسماعيلية للفنون الشعبية (قصر الأمير طاز)
- عرض عرائس الليلة الكبيرة (وكالة الغوري)
- تخت شرقي ونجوم الأوبرا (قبة الغوري)
الخميس 20 أكتوبر - 17 رمضان
- شعر: زين العابدين فؤاد، إنشاد: الشيخة نورا مصطفى (مسرح الجنينة)
- حفل موسيقى عربية و إنشاد دينى (ساقية الصاوي)
- الفنانة سالي أمل وفرقتها (الهراوي)
- الشاعر عبد الرحمن الأبنودي (قصر الأمير طاز)
- الفنان طارق فؤاد وفرقته (قبة الغوري)
- ليلة كلثومية (قصر المانسترلي)
الجمعة 21 أكتوبر - 18 رمضان
- شعر: أمين حداد، إنشاد: الشيخ أحمد التوني (مسرح الجنينة)
- كرم مراد: حفل موسيقى نوبى (ساقية الصاوي)
- الفرقة القومية للآلات الشعبية (بيت السحيمي)
- وسط البلد (الهراوي)
- المنصورة للآلات الشعبية (قصر الأمير طاز)
- الفرقة القومية للفنون الشعبية (وكالة الغوري)
- فرقة وسط البلد (قبة الغوري)
- مواهب دار الأوبرا (قصر المانسترلي)
السبت 22 أكتوبر - 19 رمضان
- حكاية: سيد رجب، غناء وموسيقى: سلمى العسل (مسرح الجنينة)
- أمسية شعرية لأمين حداد، فرقة تريب (التاون هاوس)
- فرقة رنين: مختارات من ألحان محمد عبد الوهاب (ساقية الصاوي)
- الفرقة القومية للآلات الشعبية (بيت السحيمي)
- الفنان هاني شنودة وفرقته (الهراوي)
- فرقة المنصورة للآلات الشعبية (قصر الأمير طاز)
- فرقة أنغام الشباب وتحت 18 سنة (وكالة الغوري)
- الفنان أحمد إبراهيم وفرقته (قبة الغوري)
الأحد 23 أكتوبر - 20 رمضان
- أراجوز: فرقة الأصدقاء، إنشاد وغناء وموسيقى: فرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبي (مسرح الجنينة)
- أحمد الصاوي (ذات)، فرقة بلاك تيما (التاون هاوس)
- فريق رحالة بقيادة حسام شاكر: موسيقى شرقية معاصرة (ساقية الصاوي)
- فرقة المنصورة للموسيقى العربية (بيت السحيمي)
- الفنانة نسمة عبد العزيز وفرقتها (الهراوي)
- فرقة الطنبورة (قصر الأمير طاز)
- أمسية شعرية حصان حلاوة: الشاعر محمد بهجت (وكالة الغوري)
- فرقة أيامنا الحلوة قيادة محمد عثمان (قبة الغوري)
الأثنين 24 أكتوبر - 21 رمضان
- وجيه عزيز (التاون هاوس)
- أيه تو زد: موسيقى لاتينية بقيادة أشرف زيادة (ساقية الصاوي)
- فرقة النيل للإنشاد الديني (بيت السحيمي)
- نغم مصري شربيني (الهراوي)
- فوانيس مصر (قصر الأمير طاز)
- الشاعر سيد حجاب أمسية شعرية غنائية (وكالة الغوري)
- فرقة أساتذة الطرب الفنان محسن فاروق (قبة الغوري)
الثلاثاء 25 أكتوبر - 22 رمضان
- شعر: جمال بخيت، غناء وموسيقى: كرم مراد (مسرح الجنينة)
- فرقة فلامنكا: موسيقى أسبانية ولاتينية (التاون هاوس)
- الدور الأول: حفل موسيقى جاز شرقى (ساقية الصاوي)
- فرقة النيل للإنشاد الديني (بيت السحيمي)
- عالم موسيقى واحد مودو (الهراوي)
- الفرقة القومية للفنون الشعبية (قصر الأمير طاز)
- فرقة الإنشاد الديني بقيادة عمر فرحات (قبة الغوري)
الأربعاء 26 أكتوبر - 23 رمضان
- سيرك: فرقة الأصدقاء، إنشاد: الشيخ أمين الدشناوي (مسرح الجنينة)
- فرقة الورشة، فرقة حبايبنا (التاون هاوس)
- مواهب شابة ماهر يونس (بيت السحيمي)
- خالد شمس وأصدقاء البحر (الهراوي)
- الفرقة القومية للفنون الشعبية (قصر الأمير طاز)
الخميس 27 أكتوبر - 24 رمضان
- شعر: سيد حجاب، إنشاد: الشيخ ياسين التهامي (مسرح الجنينة)
- فرقة الشروق: ليلة لفريد الأطرش، سعيد الأرتيست: حفل إيقاعات شرقية مع الربابة والمزمار (ساقية الصاوي)
- مواهب شابة كورال مكتبة طلعت حرب (بيت السحيمي)
- يحيى خليل (الهراوي)
- الفنان وائل سامي وفرقته (قصر المانسترلي)
الجمعة 28 أكتوبر - 25 رمضان
- ويليام رويز: إرتجالات موسيقية عالمية، غسان اليوسف: ريسيتال عود من وحى رياض السنباطى (ساقية الصاوي)
- فريق الحب والسلام (الهراوي)
السبت 29 أكتوبر - 26 رمضان
- وسط البلد (التاون هاوس)
- صحرا: حفل موسيقى راي (ساقية الصاوي)
- فرقة أولاد النيل النوبية (الهراوي)
الأحد 30 أكتوبر - 27 رمضان
- فلامنكا: موسيقى أسبانية ولاتينية، مسار أجبارى: أغانى مصرية حديثة، ريف باند: اغانى اجنبية قديمة (ساقية الصاوي)
- ثنائى بيت العود العربى: حازم شاهين - مصطفى سعيد (قصر المانسترلي)
مسرح الجنينية (مؤسسة المورد الثقافي):
حديقة الأزهر، للإستعلام: 3625057
تاون هاوس:
شارع حسين باشا - متفرع من محمد بسيوني - وسط البلد، للاستعلام: 5768086
ساقية الصاوي:
1 شارع 26 يوليو - الزمالك، للإستعلام: 7368881
بيت السحيمي:
الجمالية - حارة الدرب الأصفر - شارع المعز لدين الله الفاطمى، للإستعلام: 5913391
بيت الهراوى:
1 ش المللك الصالح - الروضة، للاستعلام : 3631467
قصر الأمير طاز:
27 ش السيوفية متفرع من شارع الصليبة حى الخليفة، للإستعلام : 5142581
وكالة الغوري:
ش الشيخ محمد عبده منطقة الغورية - تقاطع شارع المعز لدين الله مع شارع الأزهر
قبة الغوري:
الغورية شارع الأزهر
قصر المانسترلي:
1 ش المللك الصالح - الروضة، للاستعلام : 3631467
٠٧ أكتوبر ٢٠٠٥
عن المناخ الفكري الذي نعيشه الآن (2)
"...
حين نأخذ في تقليب الدفاتر الجديدة تتبدى أمامنا صورتان:
- صورة مستمدة من المشهد الإعلامي العالمي، ولا شك أن الذي يحتل مكان الصدارة في هذه الصورة هو الحرب الدائرة بين الإسلام ’الراديكالي‘ – الخطر الأكبر – والولايات المتحدة – القوة الأعظم: الصراع بين الجنرال «بن لادن» والجنرال «جورج دبليو بوش».
وهذه الصورة تتتابع أمام أعيننا ليل نهار بإلحاح يُبهر أنفاسنا ويُدير رؤوسنا حتى لننسى، في أغلب الأحيان، أن أجهزة الإعلام هذه يديرها بشر مثلنا.. أناس معينون لهم رؤية معينة ومصالح معينة تتحكم في ما يقدمونه لنا، فنتوهم أن هذا ’الواقع‘ المجتزأ، بل ’المصنوع‘ في كثير من الأحيان، هو الواقع الحقيقي بكل عمقه وخفاياه وجوانبه وأبعاده. - وصورة أخرى مستمدة من حياة الناس أنفسهم، على امتداد العالم كله، وهي صورة بعيدة، إلا في النادر، عن دائرة الأضواء المبهرة، لا يهتم بها سوى قلة قليلة من الدارسين والمفكرين الصارخين في البرية، الذين يحاولون أن يحافظوا – بشق الأنفس – على تقاليد ’الصدق‘ و’الأمانة الفكرية‘ التي تُوشك أن تُجهز عليها مطحنة البشر والقيم، الدائرة الآن بأقصى سرعة.
تتبدى هذه الصورة أحياناً في انفجارات تشهدها مناطق متفرقة من العالم، لكن دويها يظل مكتوماً، بعيداً عن دائرة الضوء، لأن السادة الذين يحكمون المشهد الإعلامي و يضبطون إيقاعه لا يُريدون لنا أن نراها، بل ربما لا يريدون أن يروها هم أيضاً.
الصورة الأولى نعرفها جميعاً، نراها ليل نهار، فماذا تقول لنا الصورةُ الثانية المحجوبة عن دائرة الضوء؟"
في إجابته عن السؤال يخرج بنا عبد الحق إلى ساحة العالم الأوسع في محاولة لرسم صورة أكثر دقة وشمولاً.
إقرأوا الموضوع كاملاً هنا
٢١ سبتمبر ٢٠٠٥
ارفعوا أيديكم عن "الورد اللي بيطلع"
عبد الحق يفتتح الشارع الأدبي بالدفاع عن الورد اللي بيطلع:
" ....
أحمد حداد موهبة كبيرة وشاعر واعد. مَعَلِّم في القافية الطيعة المبتكرة التي لا توحي بالجهد والتكلف وتنأى عن الافتعال. موسيقى اللغة عنده بسبيلها إلى أن تتحول، في اعتقادي، إلى عجينة مطاوعة تعطيه نفسها عن رضا، وتهبه من أسرارها ما يستحيل أن يخطر على ذهن الشاعر المتواضع الموهبة.
مازال الطريق طويلاً أمامه؟ نعم! ولكن الكتاب "باين من عنوانه"!
أحمد حداد وريث "السلالة المقدسة"؟ نعم .. شأنه في ذلك شان أي شاعر شاب يحاول اليوم أن يصعد هذا المرتقى الصعب.
أحمد حداد وريث "السلالة المقدسة"؟ نعم .. ولكن بمعنى أنه حفيد الصادقَين اللذين لم يَخُطا حرفاً واحداً لا ينضح بالصدق ولا يدخل هوْنا إلى قلوب الصادقِين كأنما جاء منهم ليعود إليهم.
ما أكثر الصَخَب والضجيج الذي نسمعه في مصر عن قتل المواهب ودفن الموهوبين! وما أقل ما نتذكر ذلك حين نجد أنفسنا أمام واحد من أولئك الموهوبين!
كانت القبائل العربية القديمة تقيم الأفراح حين ينبغ شاعر لها. ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى نفسه اليوم أمام جوقه تعتنق شعار "كرسي في الكلوب"!
ما أشد ما يتملكني من حسرة الآن لغياب أستاذنا الناقد العظيم على الراعي! افتقد كثيرا نهجه في الحنو على المواهب الجديدة والأخذ بيدها، دون أن يحيد عن الموضوعية والصدق قيد أنملة.
أعود لأقول أن سامية قد أخطأت خطأ جسيما. فكل ما يستحقه هؤلاء لا يزيد عن شطرة واحدة من القصيدة، لعلهم يعرفونها جيدا.
مرة أخرى أقول: ارفعوا أيديكم عن ’الورد اللي بيطلع‘!"
إقرأوا الموضوع كاملاً هنا
١٨ سبتمبر ٢٠٠٥
عن المناخ الفكري الذي نعيشه الآن (1)
- "اللجنة" الأمريكية الإسرائيلية وتوابعها عندنا
- نظرية "من كان منكم بلا خطيئة فليرم أمريكا بحجر"
- مدرسة "يا بخت من سامح"
إقرأوا الموضوع كاملاً هنا.
١٥ سبتمبر ٢٠٠٥
عبد الحق ينزل إلى الشارع السياسي
يبدأ «عبد الحق» في الشارع السياسي مناقشة مجموعة من الأفكار المطروحة في المدونات والساحة السياسية والثقافية من قبيل: اهدار البُعد التاريخي عند تناول الواقع الراهن، والانسلاخ عن هويتنا العربية والإسلامية، والإدانة الشاملة لتاريخنا العربي، وجدوى الدعوة للتسامح مع الأعداء.
يعترف «عبد الحق» بصعوبة مهمته ولكنه يُقدم عليها بهِمَّة مؤمنا بجدواها.
يقول «عبد الحق»:
".....
أقول مرة أخرى إن مهمتي صعبة.
ولكنني أُقدم عليها مؤمنا بجدواها، ساعيا قدر طاقتي إلى إقناع محاوريّ الثلاثة، مُسلما بأهمية ما يقولونه وأهمية الرد عليه. لا تُراودني أدنى رغبة في الظَفَر الرخيص أو فرض الرأي، فنحن نتحاور والحوار أخذٌ ورد. ولست أنكر عليهم فضلهم في دفعي إلى إمعان الفِكر ومُراجعة الرأي وصقل التصورات.
وأود أن أوضح من البداية أنني لا استهدف بمناقشتي أشخاصا معينين. وقد عمدت إلى عدم الإشارة إلى عناوين مدونات محاوريّ الثلاثة حرصا على ألا تتخذ المناقشة طابعا شخصيا، وألا يُشتمَّ منها أي انتقاد أو تجريح شخصي.
كل ما أرجوه الآن هو أن يستقبلوا كلامي برحابة صدر وأن يجد الجهد الذي بذلته صدى عندهم، وأن ينتظروني حتى أُتم حديثي الطويل جدا هذه المرة - فأنا مُطالب بالنظر في أربعة عشر قرنا من الزمان – ليطرحوا بعد ذلك كل ما يعن لهم من أسئلة واعتراضات، حتى لا تتشتت المناقشة ويضيع خيط الحوار، وأنا عندئذ تحت الأمر ورهن الإشارة.
لا أرتاب في نوايا أحد ولا أُفتش في الضمائر. فالناس عندي – كما كانوا عند شاعرنا الكبير «فؤاد حداد» "اثنان: الصادقون والمشتاقون إلى الصدق، الطيبون والمتلهفون إلى الطيب".
أرجو أن أكون عند حُسن الظن."
إقرأ الموضوع كاملا هنا.
٠٢ سبتمبر ٢٠٠٥
النضاره
ساعات بيتهيألي إني مش لازم ألبس نضاره
وباعرف غلطتي على طول
لما السطور تخش في بعضها
أنا مش مسئول عن اللي حصل
بس مسئول عن اللي ما حصلش
تاريخي بيجبرني على العياط
طول عمري حاسس إن أنا مهزوم
وإن أنا مظلوم
والمطلوب دلوقتي إني ما احسش بالظلم
السطور اللي داخله في بعضها بتضم
وبتعصر قلبي
وبتعمل فيه اللي ما يعمل
بتموته بالميات
وبتجرحه بالألافات
وبتهدم له بيوته ... وتقطع له الشجرات
وبترميه بصاروخ متوجه بالطياره
وهو بيطلع م الجامع للحاره
بيحسس في الفجر ومش لابس نضاره
وانا قلبي مش مستحمل
ده يا دوبك أربع حجرات
مقفوله وضلمه
ملمومه ولامه
صور الناس اللي ما بيني وبينهم حكايات
نحكيها لبعض فى أمسيات
حكايات المساكين اللي بيولدوا مساكين
حكايات البساتين ...
اللي بتسكنها جواري وأغوات
والتجار اللي يعدوا عليهم ومعاهم أحباب
ممسوخه بغال وكلاب
حكايات المغارات اللى بتفتح بالسمسم
والغلبان اللي يتمتم
والتعبان اللي يشمشم
جوه السرداب
حكايات الأعجام اللي بترطن
والنسوان اللي بتلطم
والعفاريت في القمقم
وملوك تتنكر وتدق على الباب
وملوك مسروره بدم وقطع رقاب
والمطلوب دلوقتي
إني ماحسش بالظلم
ولا أستمتع بسيجاره
والبس نضاره
وادفن وشي في قلب كتاب
____________________
© 2004 أمين حداد
القصيدة منشورة بتصريح من الشاعر.
٢٩ أغسطس ٢٠٠٥
ذكريات المستشفى
مستشفى
عرفتها من ظلمتها الموحشة
وما أحسه فوق خدىّ دموع جفت
والطعم فى حلقى طعم المخدر
كل ما أريده الآن ... قبلة ندية
لماذا ترك لى زائرى راديو ترانزستور ...
خروشته تبل المخدة بذكريات الساعة الحادية عشر فى ليال تأتينى أنفاسها البعيدة مجتمعة وكأنها ليلة واحدة مغطاة بأغطية تنطفئ ألوانها مع انطفاء النور
ذكريات التثاؤب العالى فى الغرفة المجاورة وكأنه صياح ديك معكوس
ذكريات نشرة الأخبار المملوءة بكبار الزوار والتى تنتهى قبل أن أعرف نتائج المباريات
لماذا ترك لى زائرى دليلاً على أن العالم خارج المستشفى موجود
وأن المسافة التى شجعنى الطبيب على مشيها بين السرير والردهة هى أصغر كثيراً مما كنت أعتقد
لماذا ترك لى زائرى راديو ترانزستور ولم يترك لى حبيبة أستند على كتفيها حتى أدخل الحمام
أخاف من بعض الذكريات وأخجل من بعضها
وأدخر بعض الذكريات لأيام قادمة
وأخزن بعض الأحداث فى صندوق الذكريات
لأستحلبها وأختلى بها
وألعب معها وألعب بها
وأغيرها كى أنتصر فى هزائمى المتكررة
وأشكلها أشعاراً ورواياتٍ
وشخوصاً هائمة
تخرج من رئتىّ لتملأ العالم
ولا أستطيع – حينئذٍ – إعادتها إلى الصندوق
لذا
أخاف من بعض الذكريات وأخجل من بعضها
فى سريرى أحمل قلماً
وتحيطنى الأوراق
أستمطر الشعر بدموعى وذكرياتى وحرمانى وضعفى
لكن النوم ينقذنى من شر القصائد المفتعلة
ويهدينى أحلاماً تكسر ملل الحياة أحياناً
يا نوم يا رب الأحلام والكوابيس
هل نسافر سوياً لأحباب ماتوا
أحضنهم وأشم رائحتهم
وأفرحهم بصور أحفادهم
وأسألهم الرأى فيما أكتبه
يمشى النور من لمبة العنبر إلى رمشى
ورائحة المطهرات مختلطة بفاكهة مخزنة فى الكومودينو الصاجى تمشى إلى أنفى
وأقدام وأنات وضحكات بعيدة تشترك مع دقات قلبى فى موسيقى مكتومة تمشى إلى أذنىّ عبر قطن المخدات
ويمشى عقرب الثوانى من شرطةٍ إلى الأخرى
ويمشى عشمى إلى التئام الجروح فى غدٍ تأتى فيه أمى حاملة شمساً تنير الفراش وحمداً لله على سلامتى
ويمشى الحزن من قلبى
وتأتى الممرضات على الدراجات البخارية
ثم تتبعهن إوزة بيضاء برية
تتأرجح فى رقبتها السماعة الطبية
وتأمرنى بالذهاب إلى أصحابى فى القهوة فأخرج
لكنى أدرك أنى تأخرت عنهم عندما أجد الشوارع خاوية والقهوة مطفأة
وأركب الأتوبيس لأجد أحدهم نائماً فلا أوقظه
ويمر أمامى موكب الرئيس فى جنازة الطائرة الباكستانية
متجهاً إلى مقابر الإمام
إلى طابور المدرسة
إلى الحمام، وخالتى تستحم
إلى المنور، وجدتى فى الشمس بجانب قفصى الحمام
والقردة السوداء ترقص معى فى فسحة البيت
وتلقينى من سور الكورنيش إلى مشتل الورد
أعرف أنى أعيش فى زحمة الأحلام
ولا أريد أن أصحو
أخاف من البنج
أخاف من الغياب
وأشهد أن لا إله إلا الله
متمنياً عودتى إلى الحياة
ذكريات المستقبل جميلة غالباً
فى زمن قادم سوف أخرج مع زوجتى من المستشفى فائزين بطفل
روح من روحى وروحها
أحمله فى مهد من قماش
وطعامه فى صدرها
٠٩ أغسطس ٢٠٠٥
الساقية
القرن العشرين
راح يفضل في القرن الواحد والعشرين
وشباب الجامعه حيفضلوا في الأتوبيس
وفي الميكروباس
والحزن اللي دايماً يتقلب لتريقه
وأحياناً لأغنيه
راح يفضل جوه الشخصيه المصريه
وعقلى حيفضل في الحاره الضيقه
والشمس في المعلقه
تنور الشاي في الصباح
وصور المجلات حتفضل متعلقه
عند الجزمجيه
والقطن من الفلاح
للمرتبه والجراح
ورف الصيدليه
طفولة الأمهات
حتفضل فى الصور بالمايوهات
الزمن اللي فات
يعنى الزمن اللي ما ضاعش
يعنى تحاسب منه
ممكن ينقض عليك من أيها ناحيه
اوعى تصدق أي حقايق تانيه
كداب اللي يقولك إن الدنيا ماهيش داريه
أو إننا بره الدايره
أو إن تاريخنا هزائم متتاليه
كداب اللي يقولك إن ولادك مش عايزين يقعدوا وياك
وان المدن الجامعيه
ناويه على الهجره الجماعيه
وان الأرض الزراعيه
دخلت كردون الخرسانه
وان جميع أحلامك خسرانه
مبنيه على الذل
وان الخيبه طايله الكل
كداب اللى يقولك ان العادي ... عياط
والدخنه الليليه
ماليه الدنيا شياط
وتخلي عينيك بتبظ
كداب اللي يقولك قش الرز
كداب اللي يقولك ورد النيل
كداب اللي يقولك مات قنديل
وان الحب قليل
وان القبح جميل
وان ميزان الدنيا يميل
ويطبب أحزانك
كل ده كدب في كدب
الناس قدامك
ماشيه وفارده ضهورها
جايه بزهدها وفجورها
من أيامها لأيامك
للأيام الجايه
يعنى سواقي الأرض
يعنى الترس يسلم ترس
يعنى الأيام بتورث بعض
والإنسان الإرث
يعنى اللي بيجرى ورا القرش
يعنى اللي بيحزن ويهزر
وبيسهر فى الأزهر
ويبسمل ويبخر
ويزور الأوليه
يعنى القلب الأخضر
يعنى سمار الوش
يعنى شهيد ما خلصش
لساه قادر
على التضحيه
____________________
© 2004 أمين حداد
القصيدة منشورة بتصريح من الشاعر.
٠٦ أغسطس ٢٠٠٥
مقال خطير!
وبعد مرور الأسبوعين لم ينشر المقال. فلما رجعت لصديقي المشترك أسأله. قال لي أن الأستاذ/ جمال فهمي، المكلف بكتابة الرد، مشغول جدا بمهام في النقابة وليس لديه وقت لكتابة الرد!
ففهمت أنهم غير متحمسين للمقال.
بعدها بأسبوع آخر اتصل بي الصديق ليطمئن على الأحوال وليعتذر لي عن عدم نشر المقال، وقال لي أنه حاول أن يتناقش مع أصدقائه في العربي الناصري ولكنه لم يفهم أبداً لماذا يعتبرون هذا المقال "خطيراً"!
حينما سمعت كلمة "خطير" لم أتمالك نفسي من الضحك. وسألته: هل قالوا ذلك فعلا؟ فقال: نعم. فقلت وأنا مازلت أضحك: يعتبرون مقالي أنا "خطير"! هذا شيء يسعدني ولكنه شرف لا استحقه!
بعد الضحك أخذت أفكر في مغزى ما حدث. وعجبت لمن ينادي بالديموقراطية ويخشى النقد وإثارة الأسئلة. ولا يجد الوقت للحوار مع مواطن مثلي لانشغاله بالثورة بالنيابة عنه!
٢٥ يونيو ٢٠٠٥
القُوى المُطَالِبَة بالتغيير
تساؤلات مواطن مصري
لم أخرج يوم الاستفتاء لأقول نعم أو لا، ولم أذهب إلى نقابة الصحافيين أو ضريح سعد لأهتف "كفاية" أو "مش كفاية". استيقظت مبكرا وارتديت ملابسي بسرعة لألحق بعملي، فتحت باب المنزل والتقطت جريدة الأهرام في طريقي للنزول، قرأت "تقرر منع المسيرات والمظاهرات ... كما تم تأمين الميادين العامة لمنع المساس بسلامتها وأن أجهزة الأمن سوف تتصدي بكل قوة وبكل حسم لأي شخص يحاول أن يمس أمن وسلامة هذا الوطن".
في الشارع أوقفت تاكسيا: "جاردن سيتي؟" فأشار لي بالركوب. ركبت بجواره فتطلع إليّ في ريبة وهو ينطلق بالسيارة "فين في جاردن سيتي؟". فأخبرته. فقال بصوت عال وبلهجة شبه محذرة "يعني مالناش دعوة بالاستفتا؟" فقلت مبتسما: "أنا رايح الشغل". قال لي بارتياح مشوب بالحذر "آه .. إحنا مش فاضيين". ولم أفهم من يقصد ب "إحنا" بالضبط ولكني لم أسأل.
قضيت يوما عاديا في العمل ومارست مهامي اليومية ككل يوم: محاولات إنجاز العمل بالالتفاف حول المشكلات والإفلات من المكائد اليومية المعتادة، الاطمئنان، حينما تتاح الفرصة، على أسرتي والعالم، والتأمل في بعض اللحظات النادرة في بعض أفكاري ومشكلاتي الخاصة.
في العمل، أتابع الأخبار على الإنترنت، وفي المنزل، حين أعود، أتابعها على الفضائيات وصفحات الجرائد، وفي المساء أتحدث فيما يحدث مع زوجتي وبعض الأقارب والزملاء والأصدقاء .. فعلت اليوم كل هذا ومثل كل يوم لم أجد ما يسرني.
شعرت بالألم والمهانة والقرف حينما وصلتني أخبار التحرش بالنساء في المظاهرات على الملأ، الألم والمهانة والقرف وليس الدهشة؛ فقد يكون أسلوب التخويف والترهيب والإهانة جديدا ومستوى الحقارة والسفالة تدنى، ولكن هذا وذاك متسقان مع أفعال وتاريخ أتباع نظام فاسد وغبي ومطلق اليد، ومع همجية تزداد يوما بعد يوم داخل مجتمعنا يدعمها الفساد والفقر والجهل.
لم تدهشني سفالة بلطجية الحزب الوطني بينما أدهشتني كل الأصوات المرتفعة اندهاشا مما جرى. كأنهم لا يعرفون ما يواجهون، وكأن ما حدث ليس تكريسا لأعوام طويلة من الهوان وكأن أناسا لم تضرب وتهان وتقتل في المظاهرات وغير المظاهرات من قبل. أما حين يبالغون في وصف ما حدث ويقولون "نكسة 76"1 ويصبغون المظاهرات المعارضة بصبغه قومية وطنية عامة وكأنها مظاهرات ثورة 1919 أو حتى مظاهرات الجلاء في 1946 فيتملكني إحساس بالتقزز.
حين لا نُسمي الأشياء بأسمائها ونبالغ في تصوير معانيها ودلالتها نفقد أي مصداقية. حينما نقارن بين الاستفتاء والتعديل الدستوري وبين هزيمة 67 وحين نقول أن ما فعله بلطجية الحزب الحاكم "لم يحدث حتى في أيام الهكسوس أو حكم المماليك"2 فنحن ننسف تاريخنا ونسخف كل تضحياتنا ومآسينا وإنجازاتنا على السواء. حين نقول "الأربعاء الدامي"3 ولم يسقط أي قتلى ولم نرَ الشوارع مخضبة بالدماء فنحن نكذب على أنفسنا وعلى الناس. حين نقول أن ما فعله البلطجية جريمة حرب4 وندعو لمحاكمتهم أمام محكمة العدل الدولية5 فهذا جهل منا وتجهيل للناس. حين نقول على مظاهرات حجمها بالمئات: كبيرة وحاشدة وغيرت نبض الشارع6 فنحن إما سذج أو مغرضين. حين يُنصِّب البعض من المعارضة - من كفاية أو غيرها - أنفسهم أوصياء على المصريين ويقولون أنهم يعبرون عن غالبيتهم وعن ضمير هذا الوطن7 ويتبنى مؤيدوها فوق ذلك منطق "إما معنا أو علينا" ويكفرون بالتالي كل من يختلف معهم فلا أكاد أرى حينئذ فرقا بينهم وبين الحكومة وحزبها ومنتفعيها الذين مللنا تحدثهم باسم الأغلبية الصامتة وتعبيرهم عن جموع الشعب المصري ومعرفتهم بمصالحه الحقيقية ولا أرى فرقا حين يتبادل الطرفان تهمة العمالة وينتقد كل منهما الآخر لتبعيته لأمريكا أو لأي أطراف خارجية أخرى ثم ينسق كل منهما مع هذه الأطراف ويحاول الاستفادة منها بكل الأشكال الممكنة ويتعلل بالبرجماتية (العملية) التي يُحرّمها على الآخر. أما حين يُسمي البعض التنسيق مع قوى خارجية تساند إسرائيل وتحتل العراق "شطارة" و"كل واحد وشطارته" ويهزأ من أي وكل مبدأ أو رأي معارض له ويسميها "شعارات" مثالية "شبعنا منها" و"جابتنا ورا" فلا أجد ما أقوله ...
لست مُنَظِرّاً سياسياً ولا أزعم أني أُمثل لا الأغلبية ولا الأقلية، صامتة كانت أيهما أو صارخة، وأنفر من كل من يفعل ذلك بلا دليل. لكني لا أرى في أمريكا مُخَلِصّا، ولا أرى أنه من الحكمة اللعب والمناورة معها كيفما اتفق (كيف الغاوي مع الحريف8) ولا حتى على أساس المقولة الشائعة "أي حاجة أحسن من اللي إحنا فيه" لأنني - وليس هذا دفاعا عن الوضع الحالي - أعرف أنه من الممكن أن يكون هناك ما هو أسوأ، وتُقبضني أصوات تدعو للتحالف مع الشيطان للخلاص من الوضع الحالي وترى في غزو العراق تحريرا ونموذجا يحتذى، وأصوات ترى أنه لا مناص منه فترحب به على مضض، وأخرى تجده ظرفا تاريخيا إيجابيا وتدعو لاستغلال الضغط الأمريكي لصالحها! ولا أرى فرقا بين كل هؤلاء وبين حكامنا المهزومين الخاضعين.
وأكثر تلك الأصوات مناورة، تلك التي تصف نفسها بالعقلانية وتدافع عن موقفها الداعي للتعاون مع أمريكا واستغلال ضغطها على النظام بأنها ليست تابعة ولا عميلة لأمريكا، ولكن هذه سياسة والسياسة مصالح، وليس عيبا لو اتفقت مصالحهم مع مصالحنا، فأمريكا عندها "أخطاء" نعم ولكن عندما تفعل "صوابا" لا يجب أن نصم آذاننا عنه .. يجب ألا نَتَحَجَّر وأن نكون عمليين. وتسأل عن هذا التوافق في المصالح، فيجيبونك بأن نشر الديموقراطية في بلداننا مصلحة مشتركة، لأن أمريكا اكتشفت أن دعمها للأنظمة الديكتاتورية في المنطقة عاد عليها بويلات الإرهاب، وأن الدول الديموقراطية – التي تتشارك معها في القيم - تكون أكثر استقرارا وسلما وأكثر كفاءة اقتصادية. وفي النهاية يسألونك: إذا كانت مصلحة أمريكا تتجلى في تأمين البترول وضمان أمن إسرائيل، وأنظمتنا الحاكمة مستسلمة لها تماما ولا تفعل إلا ذلك، فلماذا تضغط وتطالب بإصلاح ديموقراطي إلا إذا كان ذلك لغرض آخر كدرء خطر الإرهاب عنها؟9
وحين تقول لهم: نعم أمريكا تبحث عن مصالحها ولكني أراها تتعارض مع مصالحنا، ولا أرى أنه من مصلحتها أن يكون لدينا ديموقراطية حقيقية قد تؤدي إلى نشوء نظام وطني تتعارض مصالحه معها ويكون له رأي معارض في سياستها الاقتصادية والاجتماعية ويعارض تدخلهم في الشئون المصرية والإقليمية. وكل ما أراه هو محاولة للحيول دون ذلك. فأمريكا تعرف أن النظام الحالي مهزوز ومهلهل وأن مبارك لن يعيش للأبد، وبالتالي فهي تُحَضِّر للبديل، وتحاول أن تتواجد بشكل مكثف في الساحة وتفتح قنوات مع كل من تستطيع لتؤمن وصول قوى مؤيدة لها للسلطة تؤمِّن مصالحها في مصر والمنطقة، ولتُجْهِض، بمحاولتها مساندة تغيير صوري وسطحي للقوانين والوجوه، أي احتمال لتحرك شعبي واسع يطالب بإصلاحات اقتصادية واجتماعية وسياسية جذرية. ومن السذاجة أن نظن أن أمريكا في سبيل تحقيق جزء من مصالحها بنشر الديموقراطية لدرء خطر الإرهاب - لو سلمنا بذلك جدلا – ستقبل بأن تُعرِّض جميع مصالحها الأخرى في مصر والمنطقة للخطر. حين تقول ذلك يصمون آذانهم ويتهمونك بالجهل و/ أو إتباع نظرية المؤامرة!10
سمعت هذه الأصوات كثيرا من داخل "كفاية" - التي أعرف أنها خليط من تيارات مختلفة - ومن مؤيديها، فدفعتني إلى التشكك والحذر وأثارت داخلي أسئلة كثيرة حول طبيعة القوى التي تتحرك داخلها وأهدافها، وجعلتني أرى كيف أن بجانب القوى حسنة النية (من بعض المثقفين والشباب المتحمس) هناك قوى عالية الصوت تغازل أمريكا وتقدم نفسها لها كبديل - غير محروق - للنظام الحالي، يستطيع خدمة مصالحها بصورة أفضل، وقوى أخرى كثيرة تبحث عن مصالحها الذاتية ولا يهمها شركاؤها في الوطن، وتعقد التحالفات التكتيكية الوقتية فقط في محاولة لانتهاز "الظرف التاريخي". وتساءلت عن جدوى التحالف بين هذه القوى المتضادة المصالح (على الأقل ظاهريا). وكيف يمكن أن يشكل تحالف بين النُخب، ليست له قاعدة جماهيرية، قوة ضاغطة (اللهم إلا في حالة الإخوان المسلمين الذين يتمتعون بقاعدة شعبية لا بأس بها وإن كنا لا نستطيع، في الوقت نفسه، حسابهم في صف "كفاية").
ولا يهتم الكثير منا - لاسيما في غمرة الحماس - بالتدقيق والبحث عن خلفيات الأمور. خاصة لو بدا الأمر بريئا وبسيطا من الخارج ويدق على الوتر الحساس. وقد يجرفنا حماسنا الزائد دون تدقيق للانسياق إلى الوقوف في معسكرات لم نخترها أو إلى أن نُحسب على قوى لا نريدها.11
فعلى سبيل المثال إذا نظرنا إلى المظاهرات الأخيرة التي قام بها أنصار كفاية. أليس من المشروع أن أتساءل لماذا اختيار "ضريح سعد" و"بيت الأمة"؟ ولماذا يقترح البعض الاحتفال بذكرى "مصطفى النحاس"؟ نعم هي رموز "وطنية" نحترمها ولكن قد نختلف معها أيضا ومع أنصارها من "الليبراليين" السابقين والحاليين. أفكار كإشعال الشموع (أو "كانديل فيجيل" كما سمعتها كثيرا من مناصري كفاية) و"كنس السيدة" تبدو كفرقعات إعلامية أكثر منها أي شيء آخر، وتدعو للتساؤل حول من تخاطب: المصريين؟ أم الإعلام والغرب؟ (وفكرة "كنس السيدة"، هي في رأيي، الوجه الآخر للـ "كانديل فيجيل" المستوردة، ونابع من اهتمام "سياحي" بالتراث الشعبي، تماما كاهتمام الكثير من الفرق الفنية به ومحاولاتهم تقديمه بصورة "أوريجنال" تعجب السياح وممولي تلك الفرق الغربيين، ولا يهمها في الأساس مخاطبة المصريين العاديين الذين هم في أحسن الأحوال مادة للزينة أو للفرجة فقط)12.
ولماذا شعار "الإصلاح السياسي أولا"؟ وهل هو المطلب الذي ينادي به ويريده المصريون؟ أم أنه المشترك بين مطالب النخب المصرية والمطالب الأمريكية وبالتالي هو المناسب الآن؟ وما قيمة إصلاح سياسي يأتي من القمة وغير مُؤسس على شرعية جديدة؟ هل هي محاولة لإعادة تجربة الوفد في أوائل القرن العشرين؟ وهل المعطيات الآن هي نفس المعطيات في أوائل القرن الماضي؟ وهل تستطيع النخبة تكرار تجربة الوفد وهل يريد المصريون تكرارها؟؟
أسئلة كثيرة لا يهتم بها الكثيرون في غمرة الحماس ولا يدققون في معناها، ولا يهتمون بمعنى ودلالات أشياء أخرى صغيرة فيتبنى أحد المتحمسين - من أصحاب الجرائد الالكترونية على الانترنت - استخدام علم مصر قبل الثورة في مظاهرة "السيدة" - بكل ما يعنيه ذلك - بحجة أنه مستخدم في الموالد والاحتفالات الشعبية13، وفي الوقت نفسه لا يعرف ولا يدقق في مغزى النصب التذكاري أمام مدخل جامعة القاهرة فيسميه "الخازوق الغريب" ولا يدري أنه تخليد لذكرى شهداء الطلبة الذين ماتوا في 1935 دفاعا عن الاستقلال والدستور14. وليس عيبا أن نجهل بعض الأشياء فليس هناك من يعرف كل شيء. ولكن العيب أن نستخف بالأشياء دون بحث وتأني.
هل الحل إذن أن نسكت؟ هل نقبع في بيوتنا في انتظار الفرج؟ أنا لم أقل ذلك ولا أُنَظِّرْ للكمون ولا للثورة. ما أريده هو أولا التيقظ والتنبه إلى أنه للتغيير ثمنين: ثمن شخصي يدفعه كل منا بإرادته إذا شارك فيه، ومن حق أي منا رفض دفعه إذا رأى نتيجته العودة خطوات للخلف أو الوقوف محلك سر، وثمن عام -ندفعه جميعا شئنا أم أبينا- أرجو أن يكون كل من يدعو للتغيير يحسب له حساب ويخطط لتدارك آثاره15. وثانيا التدقيق فيما سنحصل عليه مقابل هذا الثمن.
يجب أن نحكم على القوى المطالبة بالتغيير على أساس أفعالها قبل أقوالها، وعلى أساس برنامجها الشامل وليس على رأيها في الإصلاح السياسي فقط. يجب أن نعرف ماذا نريد من الإصلاح وماذا نريد بعد تحققه. لا أعتقد أن المهم أن يبقى النظام الحالي أو يذهب. المهم هو ماذا سيتغير إذا ذهب وماذا سنكسب إذا بقي. يهمني أن أسأل ما هو البديل، أن أعرف ماذا سنفعل في البطالة والأجور والإسكان والمعاشات والتأمين الصحي والتعليم، وكيف سنحارب الفساد، وكيف سنطور اقتصادنا ونزيد دخلنا القومي، وكيف سنواجه التهديدات الخارجية ونحمي أرضنا وإخواننا. يهمني أن أسأل "كيف" قبل أن أقول "كفاية".
"... فما إرتكبه رجال الشرطة يوم 25 مايو و رأه الجميع و ما يرتكبوه كل يوم في حق المواطنين هي جرائم منظمة مع سبق الإصرار توضع في مصاف جرائم الحرب."
http://wa7damasrya.blogspot.com/2005/06/blog-post_10.html
"... وقال رئيس حركة كفاية جورج إسحاق إن الحركة تريد محاكمة المسؤولين داخل الحزب الديمقراطي الحاكم، مضيفا أنه إذا لم تحقق السلطات العدالة فإنها ستلجأ إلى محكمة العدل الدولية بلاهاي."
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/AF9B292F-F176-41CE-9462-CF2730A25A9D.htm
"... واليوم بعد هذا الحضور الكبير أستطيع أن أقول ان كفاية أثبتت بجدارة أنها حركة شعبية مصرية 100% حركت و غيرت نبض الشارع و حتى انني أصبحت لا اعرف أيهما أقول هل أقول أن المصريين في كفاية أم ان كفاية هي التي في المصريين."
http://wa7damasrya.blogspot.com/2005/06/blog-post_08.html
"الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) تعبر عن ضمير هذا الوطن، وتمثل أشواق الشعب المصري للحرية والتغيير الديموقراطي السلمي، والحياة بكرامة محررة من القهر والقمع والاستبداد وإهدار حقوقه وثرواته."
http://harakamasria.org/node/1953
اقرأ أيضا مقال جلال أمين في الحياة بتاريخ 18 يونيو 2005: "الإصلاح موضوع كلام الجميع في عالمنا العربي ... فمن المسؤول عما نحن فيه؟"
http://www.daralhayat.com/opinion/06-2005/Item-20050617-8b3fccd3-c0a8-10ed-00d4-1f0538e11c18/story.html
http://www.manalaa.net/sayda_black_wed
شاهد الصورة وتحتها التعليق: "خازوق formed a circle around the weird" (كونا دائرة حول الخازوق الغريب)
http://www.manalaa.net/small_protest_at_cairo_university
٠١ مايو ٢٠٠٥
لا كرامة لإنسان لم يكن أبوه شهيداً
أصبحت والبراح الكبير على شاطئ الرملة البيضاء في ضواحي بيروت والمخيمات والعمائر هناك والليل الساجي والليل المدوي جزء في جسد كل عربي يتحسس فيه الألم.
كان شاعر في اللاجئين يقول:حلم طفل يؤدي الأمل والوعد والبشائر، تمضي به بعض السنين، ويموت، ويُقتل.
يا فلسطين أيها الحلم الدامي
حلم في الخيام جنين، يموت، يُقتل.
يكتب تاريخ السنة الجديدة في رأس الصفحة، ولا يتوقف القلم في يده، يجري إلى غده، ويريد أن يدري إلى أين الحنين، ويموت، يُقتل.
يتعلم صفات الشباب وشعر الحماسة ويرى في الأم وفي الزارع والصانع ومواسم الدنيا صلاة المؤمنين، ويموت، يُقتل ..
يصرخ وكأنه يسمع غيره، ويستصرخ سلاحه فيسمع نفسه: وطن الأجداد يا وطن البنين، ويموت، يُقتل.
يا فلسطين أيها الحلم الدامي
ليس في الأيام يوم ينام
دامياتٌ كلها الأحلام
الفدائيون ملء العيون
في قميص الفجر والإعدام
- يا أبي لم أتعود في حياتي أن أختم شيئاً أقوله أو أكتبه دون بادرة أمل
- يا ولدي لا كرامة لإنسان لم يكن أبوه شهيداً.
لم يجر ماء ليس فيه دماء
إلى عنان السماء
عربية الأسماء
هذا أحن الدماء
هذا غنائي
صوتي الذي يعتصر
دمي لأبنائي
إلى الغد المنتصر
فؤاد حدّاد
من باب «قال الشاعر» - صباح الخير
٠٣ أبريل ٢٠٠٥
وحدكم!
لتتقدَّس أيديكم الرافعة، وحدها، جبالاً من أنقاض الفكرة اليتيمة،
وليتحول ظلكم المحروق إلى رماد عنقاء يجدِّدكم لتبنوا منه ومنكم مغارةً لطفل يُولد،
ولتنبت أسماؤكم حبقاً وريحاناً على سهل يمتد من خطاكم، سهل لتهتدي حبةُ القمح إلى ترابها المسروق؛
أيها المشرقون فينا أقماراً يعجنها دم سخيّ يُنادي حُرَاس القلعة الهاربين إلى صفوف الأعداء، فما يُجيب سوى الصدى الساخر:
وحدكم!..
من آثار خُطاكم، الخطى التي لا تخطو إلا تحت أو فوق، سنلُمُّ الجزر المتطايرة المتنافرة كما يلم الشاعر البرّق المتناثر من حوافر خيل على صُوَّان.
ومن خيمة هي ما يسيل علينا من ريش الصقور المعدنية سندلُّ القبائل على حدود أسمائها.
.. وحدكم!
فاحموا حدَّ النشيد، كما تحمون، مما يُثلم القلب في هذه البرية الضيقة، الضيقة كمدى لا يُطلُّ من النافذة ..
.. وحدكم!
البحر من ورائكم، والبحر من من أمامكم، والبحر عن يمينكم، والبحر عن يساركم، ولا يابسة إلا هذه اليد الممسكة بحجر هو الأرض.
.. وحدكم!
فارفعوا مائة مدينة أخرى على هذا الزناد، لتخرج المدن القديمة من اصطبلاتها ومن سلطة الجراد النابت في خيام الفراء الصحراوي..
لم يبق لنا من موت إلا موت الموت..
وحدكم،
تحمون سلالة هذا الساحل من اختلاط المعاني، فلا يكون التاريخ سلس المراس، ولا يكون المكان إرثاً يُورَّث.
ولتتقدَّس أيديكم أيها القابضون على الحجر الأخير وعلى الجمر الأخير.
محمود درويش
من كتاب «ذاكرة للنسيان»